miércoles, 8 de agosto de 2007

Memoria Personal/ Jacinto Lopez Gorgé /Tra.Driss Jebrouni Mesmoudi/ ذاكرة شخصية/ ترجمة /ادريس الجبروني/









Sevilla,Abril 2004

ترجمة ادريس الجبروني المصمودي


مجلة مواسم/عدد 3/4 /1995

الاتحاد الاشتراكي/10/05/1987



ذاكرة شخصية



المجلات والمنشورات الأدبية في عهد الحماية الإسبانية في شمال المغرب



- خاثينطو لوبيث غورخي


-اسبانيا


لقد كتب السيد "غوستابينو غين Guillermo Gustavino Gallent مدير المكتبة العامة في عهد الحماية، سنة 1955م ما يلي : "يمكننا أن نضع إلى جانب إسبانيا الدف، مغرب الكمبري والدربوكة، وكان من اللازم أن نتأثر وننفعل أمام هذه الصورة الأدبية الملونة، كان علينا أن نحاول الدخول إلى ما هو مغربي حتى نبلغ وجوهه الأصلية الخالصة والعميقة"(1).


إن هذا الرجل سيصبح فيما بعد مدير المكتبة الوطنية بمدريد وقد لخص طموح أولئك الذين قاموا بخطواتهم الأدبية الأولى أيام الحماية الإسبانية، وبالمراكز المسماة بمراكز السيادة الإسبانية أولئك الذين قاموا بخطواتهم الأدبية الأولى أيام شبابهم.. إن النواة الأولى من الشعراء الإسبان، المتشبعة والمتماسكة أكثر من غيرها كانت قد برزت بمدينة مليلية في منتصف الأربعينات، وحوالي سنة 1945 أو سنة 1946، بدأت المجلات الشعرية بشبه الجزيرة الأيبيرية، ومجلة "إسطافيطا" في مرحلتها الأولى تنشر قصائد لبعض منا – "خوان غيريرو ثامورا Juan Guerrero Zamora و "بيوغوميث نيسا" Pio Gomez Nisa و "إيلاديوصوص" Eladio Sos وكاتب هذا المقال – وبعد الإفراط في الثناء على هذه المجموعة الشعرية، التي كانت قد بدأت ببرنامج أدبي في إذاعة مليلية ولامست مشروع مجلة مطبوعة، ظهرت بالعرائش سنة 1947 مجلة "المعتمد" أسستها الشاعرة الأليكانتية الروبنسونية "طرينا ميركادير" Trina Mercader التي عاشت بتلك المدينة المغربية، وتقدمت إلى مجموعة مليلية بطلب مد يد المساعدة المغربية. وكانت مجلة "المعتمد" أقدم مجلة أدبية حقيقية صدرت في عهد الحماية الإسبانية بالمغرب، حملت اسم الملك الشاعر، ملك أشبيلية العربية الأندلسية المعتمد بن عباد. كانت مجلة للشعر والنثر، بدأت كمجلة قليلة الصرامة في اختيار المساهمات التي تنشر بها. بالرغم من النية القوية والعزيمة التي كانت لدى مديرتها، إذ كتبت في افتتاحية المجلة : "إن مغربنا يملك شبيبة شاعرية إسبانية ومغربية، ترى وتحس وتكتب شعرا إلى جانب الشعور العربي. وهذا الشعور يتحد بما هو إسباني وما هو شاعري، ليعطي شكلا جديدا : "ما هو مغربي - إسباني" يظهر تحت لقب مقدس لاسم المعتمد، إنه تكريم لشعب شقيق، بواعثه ودية صادقة، وتفتح لإسبانيا صفحاتها كقربان لآخر قلقها"، غير أن "طرينا ميركادير" Trina Mercader عرفت كيف تحلق بعيدا، وفي العدد الثالث أو الرابع تغيرت سحنة المجلة بطبعة جيدة.


إن مجلة المعتمد بصدورها بالعربية والإسبانية أنجزت أكبر تبادل بين الشعر الإسباني والعربي – وليس الشعر المغربي فحسب بل شعر بلاد عربية أخرى – في قرننا العشرين. ونزولا عند طلب "طرينا ميركادير – Trina Mercader" قدمت مجموعة مليلية مساعدتها بحماس منذ الأعداد الأولى، وفي الحين أصبحت المجلة وسيلة للاتصال التعبيري لهذه المجموعة، حيث شكل المكونون لهذه الجماعة، ابتداء من العدد الثامن، مجلسا لإدارة المجلة نشيطا وحازما بالرغم من غياب : "غيريرو ثامورا" Guerrero Zamora الذي التحق بمدريد لدراسة الآداب بجامعتها. وبالإضافة إلى المليليين الأربعة التحق بمجلة المعتمد شعراء إسبان ومغاربة وكتاب من شمال إفريقيا، من طنجة عبد القادر المقدم وسيدي عبد الله كنون، ومن العرائش إدريس الديور ى و من تطوان ابن عزوز ومن سبتة "ألو نسو ألكالدي" Alonso Alcalde "ولويس لوبيث أنكلادا" Luis Lopez Anglada Manuel وكانت الشاعرة الأولى التي ترجم شعرها إلى العربية هي "كارمن كوندي" Carmen Conde. ومن مليلية انضم إلى المجموعة شاعران وهما : "فرانسيسكو سالغايرو" Francisco Salgueiro. والشاعر الشاب "ميغل فيرنانديث" Miguel Fernandez..


لقد عرف مجلس الإدارة تغيرات عدة خلال المدة الطويلة من وجوده. وكانت مجلة المعتمد قد وصلت إلى نشر ثلاثة وثلاثين عددا – وهو رقم لا يستهان به، إذا أخذنا في اعتبارنا أن المجلة هي مجلة الشعر – خلال عشر سنوات فقط – من سنة 1947 إلى سنة 1956. إذ أنها استثمرت – عندما انتقلت "طرينا" Trina ومجلتها إلى مدينة تطوان، انضم شعراء مغاربة جدد ساهموا بالعربية وترجمت كتاباتهم إلى الإسبانية. كان أبرزهم محمد الصباغ وإدريس البوعناني وأحمد البقالي. لقد تحدث عنهم الشاعر "فيسينطي أليكساندري" Vicente Aleixandre في المجلد الثاني من الأعمال الكاملة (2).


القسم العربي للمجلة كان يشرف عليه إدريس الديوري وبعده ابن عزوز، بتطوان أشرف عليه محمد الصباغ، وبعده بدأت سلسلة مختارات "اعتماد" بطبع ونشر "منشورات المعتمد" بإصدار أول كتاب مترجم إلى الإسبانية :


"شجرة النار" ومن بين كتب السلسلة كذلك "زمن الخلاص" للشاعرة "طرينا ميركادير" Trina Mercader نفسها، وكتاب "تبدأ الحياة" للشاعرة : كارمن كوندي Carmen Conde، ومدرسة المهجر، دراسة ومختارات شعرية لشعراء عرب كبار، من سوريا ولبنان، شعراء المهجر بأمريكا لمؤلفه المستشرق "بيدرو مارتينيث مونتابيث" Pedro Martinez Montavez. ومن المساهمين كذلك في هذه المجلة الناضجة هناك بعض المستشرقين ذاع صيتهم مثل "أنخيل غونثالث بالينسيا" Angel Gonzalez Palencia" و"إميليو غرثيا غوميث"Emilio Garcia Gomez وآخرون أكثر شبابا مثل "فيرناندو دي لاغرانخا "Fernando de la Granja و"ليونور مارتينيث مارتين" Léonor Martinez Martin وفي سنة 1957 غادرت "طرينا ميركادير Trina Mercader بصفة نهائية مغربنا العزيز لتستقر بمدينة غرناطة، حيث ماتت محفوفة بأصدقائها الجدد شعراء غرناطة، الذين نظموا لها أجمل تكريم أقيم بقاعة الشعر بالجامعة، وحيث استدعيت أنا، وعند الحديث عن "طرينا "في هذا التكريم العاطفي العظيم تكلمت عن مغامراتها في طبع مجلة "المعتمد" وسلسلة "اعتماد" تذكرت من بين أشياء أخرى، أنه كان لها مشروع سنة 1949 وهو القيام برحلة مع شعراء إسبان ومغاربة إلى جنوب مراكش – إلى أغمات، عند سفوح جبال الأطلس الكبير – حيث يوجد قبر "الملك الشاعر" الأسطوري الذي انتزع من اشبيلية من طرف المرابطين، ومات أسيرا، وهناك قبره وبجانبه قبر زوجته اعتماد. إن "طرينا ميركادير" Trina Mercader لامست هذا المشروع الذي رغبت في تحقيقه طويلا، ولم تحققه أبدا، وكان لي الحظ منذ أسابيع فقط حيث حققته أنا مع المستشرقين "بيدرو مارتينيث مونتابيث" Pedro Martinez Montavez و"كارمن رويث برابو" Carmen Ruiz Bravo من جامعة مدريد المستقلة، وبأغمات استحضرنا بانفعال مؤثر هذه المرأة الفريدة ومجلتها البطلة التي لن ننساها، وكما أراد "غوستبينو غيين" Gustavino Gallent توجت محاولة –بالنظر إليها تمت بنجاح- "الدخول إلى ما هو مغربي حتى بلوغ وجوهه الأصيلة الخالصة والعميقة".


ولكن، قبل أعوام كثيرة من النضج الكامل لمجلة "المعتمد" – في سنة 1949- عندما لم تكن "طرينا Trina" تشبع طموحات المليليين بعد، قررنا أنا و"غوميث نيسا" Gomez Nisa فقط نحن الاثنين، لأن "غيريرو ثامورا" Guerrero Zamora كان يقطن بمدريد و"إلاديو صوص" Eladio Sos لم يرد مساعدتنا – إصدار مجلة خاصة بنا بمدينة مليلية.


وهكذا ولدت مجلة "مانانطيال" Manantial (دفاتر الشعر والنقد)، ولم يكن هدفنا تبادلا إسبانيا – عربيا"، بل كانت تدخل في نطاق المجلات التي تصدر بإسبانيا – كارسيلاسو Garcilaso – واسبادانيا Espadaña و"وكانطيكو" Cantico – وبر وفيل Provel الخ ... في العقدين الأولين لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية، كانت المجلة الأدبية الإسبانية الثانية التي ظهرت بشمال إفريقيا والتي لم تكن لها صبغة محلية، كنت أديرها بمساعدة "غوميث نيسا" Gomez Nisa وفي افتتاحية هذا الينبوع "المانانطيال"، والتي لم تكن عجالتها غير تلك التي أريد من ورائها نبع، وحل نبض جديد، ومصاهرة بسيطة وحديثة للدرع الواسع للنهر، المؤسس في شكل أكثر إنسانية للشعر، مع الآخد بعين الاعتبار أهمية السبق لمجلة "المعتمد"، واعتقادا منا، بأن لنا طاقات لإلحاق المغرب بالحركة الشعرية الواسعة بشبه الجزيرة الأيبيرية.


لم تكن مجلة "مانانطيال" في بداياتها تزعم لنفسها تمثيلا خصوصيا لأي جماعة أو لنزعة ما، ولقد فوجئنا بسرور للصدى الذي حققته منذ الوهلة الأولى ولقد كتب "إدواردو هارو طيغلين" Eduardo Haro Tecglen في الجريدة المدريدية اليومية "إنفورماسيونيس" Informaciones : "إذا كانت مجلة "المعتمد" تعنى بالثقافة المغربية، الثقافة الأصلية لأهل البلد، فإن "مانانطيال" تعنى بعمل لا يقل أهمية، وهو نقل الثقافة الشعرية الإسبانية إلى المغرب". وبالطبع فإن المجلة تم التفكير فيها مدة طويلة بصرامة نخبوية وناقدة، لذلك ولدت ناضجة منذ البداية. في محتويات العدد الأول – يناير 1949 – وردت أسماء "فيسينطي أليكسندري" Vicente Aleixandre و"خوصي يرو" José Hierro و"كونتشا ثاردويا" Concha Zardoya و"ليوبولدو دي لويس" Leopoldo de Luis، بالإضافة إلى مسرحية لم يسبق نشرها من قبل "لبيكتور رويث إيريارطي" Victor Ruiz Iriarte وترجمة رائعة "لفيليب سوبو" Philips Soupault" أنجزها "ريكاردو بلاسكو" Ricardo Blasco والمساهمة الشعرية والنقدية "لطرينا ميركادير" Trina Mercader، ومساهمات مسيري المجلة، كل هذا شكل مفاجأة للكثير من المليليين.


إن مساهمة "أليكسندري" Aleixandre التي افتتحت بها مجلة "مانانطيال" كتبت خصيصا للعدد الأول. وكانت أول "رسالة – قصيدة" وجهها لمجلة شعرية إنسانية، وبعد أعوام نشرها ضمن "الأعمال الكاملة" تحت عنوان "مليلية المقابلة"، طفولته بمدينة "مالقا" –المدينة الجميلة- ظهرت شيقة وبهية في هذه الرسالة – القصيدة : "اليوم أوجد بعيدا عن الساحل الأندلسي، مدينة مليلية بالنسبة لي المدينة الغير المرئية لطفولتي المالقية، هناك في الواجهة الأخرى، في الجهة الأخرى من البحر، كنت أعلم أنا بوجود مدينة كنت أعتقد أنني أراها، في الصباحات المضيئة للبحر المتوسط، طالما كان يغرق جسمي الطفولي في المياه المشمشة لشاطئ "بيدرو غاليخو"(3).


صدرت من مجلة "مانانطيال" ستة أعداد، ما بين 1949 – 1950، ومن بين الأسماء البارزة التي بعثت لنا بمساهمتها، يوجد "رفائيل لافون" Rafael Laffon، و"غبرييل سيلايا" Gabriel Celayaو"خوصي غرثيا نييطو"José Garcia Nieto"و"رفائيل موراليس"Rafael Moralesو"خواكين إنريمبساغوس" Joaquin Entrambasaguas، وفي مجلة "مانانطيال" عرفنا لأول مرة الشاعر الكبير "ميغيل ارنانديث" Miguel Fernandez في الوقت الذي كان عمره سبع عشرة سنة، وكذلك "فرانسيسكو سالغايرو" Francisco Salgueiro، وشعراء آخرين من مليلية وسبتة الذين ذاع صيتهم على الصعيد الوطني وكان الرسام المرسي الذي يزين المجلة بلوحاته الظريفة هو الفنان "أسيسنسيو سايث" Asénsio Saez وللأسف الشديد كانت قد توقفت المجلة في الوقت الذي كان مهيئا للطبع العدد المونغرافي المزدوج لتكريم الشاعر "أنطونيو ماشادو" Antonio Machado، أصوله القيمة نثرا وشعرا مازلت أحتفظ بها إلى اليوم بعد غياب "مانانطيال" لم يرد الشاعر "ميغيل فيرنانديث" Miguel Fernandez، الذي كان قد بدأ يبرز بثبات من زاويته بمليلية، أن تبقى المدينة بدون مجلة أدبية، وفي سنة 1951 أخرج إلى النور مجلة "الكاندارا" (دفاتر أدبية يديرها بنفسه).


وبالرغم من شباب مديرها فإن "الكاندارا" ولدت ناضجة كذلك، كانت جيدة في مضمونها ومهمة من حيث الأسماء المساهمة فيها. إذ أن "ميغيل فيرنانديث" استطاع أن يصدر عددين فقط، العدد الثاني والأخير كان ضحية الرقابة الفرانكوية، احتجزته الشرطة.


وكان السبب في سحب المجلة وإلغائها مقالا للغرناطي "فيكتور أندريس كطينا" Victor Andrés Catena الذي أشار فيه إلى عظمة بعض الشعراء الإسبان ولؤم شعراء آخرين، وأعطى أسماء محددة لبعض هؤلاء في المنفى، والبعض الآخر يعمل في المؤسسة الفرانكوية، وأنهى المقال بجملة كانت قد أعطت شعبية لـ "دولوريس إباروري" Dolores Ibarruri (لاباسيوناريا La pasionaria)، وطبعا دون ذكر اسمها – في برلمان الجمهورية : من الأفضل الموت وقوفا على القدمين من العيش على الركبتين"، ومجلة "الكاندارا" ولدت تحت شعار "الطيور للتحليق" – وهو عنوان المقال الافتتاحي – ورد "كطينا" بمساهمة عفوية –كذلك- كان لها طابع الافتتاحية، "الرجال للأرض"، ونشرت المجلة كذلك قصيدتين لم تنشرا من قبل "لميغيل إيرنانديث" Miguel Hernandez حصل عليهما من أرشيف أرملته "بإيلتشي" Elche، أعطتا الاعتبار لظهور هذه المجلة، وسارت "الكاندارا" على خط "مانانطيال" إلى حد ما – ساهم فيها بكتاباته "خوصي يرو " José Hierro و"فيسينطي أليكسندري" Aleixandre Vicenteو "كارمن كوندي" Carmen Conde و"ليوبولدو دي لويس" Leopoldo de Luis و"لوبيث أنغلادا" Lopez Anglada وآخرون كثيرون – ولكن المجلة حوربت شيئا ما في عدديها الوحيدين، إن كان "لمانانطيال" شعرها وجدلها (مقال موقع باسم "خوان دي ليسيطا") وهو اسم مستعار "لغبرييل سيلايا" و"إنريكي انطريأمباس أغواس" "، وتعاملت بصرامة مع نقد الكتب، وكان لها طابع يشبه مجلة "مانانطيال" في أعدادها الأخيرة، متفتحا على الجدل، وإلى جانب النثر الهادئ نشرت بالإضافة إلى مقال "كطينا" مقالات انفعالية تهاجم هذا أو ذاك، مثل الرسالة المفتوحة الموجهة للباحث "بيدرو كابا" Pedro Caba من طرف الأستاذ "خوصي ماريا أنطون" José Maria Anton الذي رد بمقال في العدد الثاني من المجلة –كان آخر عدد- مقتضب وقاطع، ساهم في مجلة "الكاندارا" مثل "مانانطيال" تقريبا كل شعراء مليلية : المجموعة الأولى التي عملت بإذاعة مليلية وآخرون برزوا فيما بعد مثل "سالغايرو" Salgueiro و"خوصي غالبيث " José Galvezوكذلك كانت اللوحات التي تزين بها المجلة من أعمال الرسام "أسينسيو سايث" Asénsio Saez.


ومع غياب هذه المجلة، ظهرت صدفة بمدينة مليلية سلسلة مختارة "ميرطو إي لاوريل" Colección Mirto y Laurel أسستها وأدرتها بنفسي. وإن كنت إذ ذاك قد انتقلت لأسكن بجهات أخرى من المغرب، لأن هذه السلسلة لم تكن تتطلب حضوري بمليلية، إذ لم يكن الأمر يتعلق بمجلة، بل بسلسلة مختارة من الكتب في طبعة محدودة، موجهة إلى عشاق الكتب، ولم أرغب منذ البداية في أن تكون سلسلة خاصة بالشعر، وقبل صدور الكتاب الأول، سعيت إلى طلب مساعدة بعض الكتاب خاصة أولئك الذين لهم شهرة أدبية، وأعطوا مكانة للسلسلة المختارة في الحين، كانت الكتب الأولى التي صدرت، هي حسب الترتيب التالي، للكاتب : الشاعر "خيراردو دييغو" Gerardo Diego والروائي "خوصي كاميلو ثيلا" José Camilo Cela والباحث "بيدرو كابا" والكتب بالتتالي هي "قصيدتان وأبيات إلاهية" و"سانطا بار بارا 37"، ألغاز في كل طبقة (رواية قصيرة) وكتاب "حول الحياة والموت" (بحث)، صدرت في هذه السلسلة ثمانية عناوين لم يسبق نشرها من قبل، وتم طبعها بمليلية، أما الكتب الأخرى بالإضافة إلى التي سبق ذكرها فهي "لرفائيل لافون" Rafael Laffon و :" ماريا غرثيا إفاش" : Maria Garcia Ifach و"ليوبولدو دي لويس" Leopoldo de Luis و"رفائيل سانطوس طورويجا" Rafael Santos Torrella وكاتب هذا المقال. وتم الإعلان عن آخرين – احتفظت بنصوصها الأصلية لعدة سنوات – مثل الاشتراكي السياسي البارز "موخيكا هيرتزوغ" Enrique Mujica Herzogُ والروائي "لويس لاندينيث" Luis Landinez وترجمة لـ "بول إلورد" Paul Eloird أنجزها "فرانسيسكو سالغايرو" Francisco Salgueiro ولكن لم تنشر أبدا، بعد أن توقف نشر هذه المطبوعات بمليلية، ظهرت من جديد سلسلة "ميرطو إي لاوريل " Mirto Laurel بمدينة تطوان، حيث كنت أقطن سنة 1958، بدأت بإصدار كتابين هما آخر كتب نشرت في هذه السلسلة : كتاب للشاعر الأشبيلي "مانويل غرثيا بينيو" Manuel Garcia Viño "الجنة التي عثر عليها" وأول كتاب "لميغيل فيرنانديث" Miguel Fernandez تحت عنوان "عقيدة للحرية". كما ظهرت بتطوان سلسلة أخرى كنت أديرها. وهي مختارات "مانانطيال" التي لم ينشر منها غير كتاب "حكايات الزهرة الزنجية "وقصص أخرى للقاصة التطوانية "دورا باكايكوا" Dora Baccaicoa وقبل سنتين، صدرت كذلك بتطوان آخر مجلة أدبية، إسبانية ظهرت بشمال إفريقيا، وهي المجلة الإسبانية المغربية "كتامة" التي رأت النور إلى جانب "تمودة"، كانت ملحقا أدبيا لهذه المجلة الخاصة بالأبحاث. حدث هذا سنة 1953 في كامل عهد الحماية الإسبانية، واستمر صدورها حتى بعد استقلال المغرب، ونشر منها أربعة عشر عددا ما بين 1953 و1959، وكان كل عدد يشتمل على نصف بالإسبانية ونصف آخر بالعربية، أي يشتمل كل عدد على قسمين متساويين تكاد تكون فيه النصوص بهذه اللغة أو تلك.


ساهم في مجلة "كتامة" بنصوص أصلية لم يسبق نشرها من قبل، من الإسبان : "ميغيل ارنانديث" Miguel Fernandez و"فيسينطي أليكسندري" Vicente Aleixandre و"خوان رامون خمينيث" Juan Ramon Jiménez و"خيراردو دييغو" Gerardo Diego و"خورخي غيين Jorge Guillén" و"لويس ثيرنودا" Luis Cernuda و"ماكس أو" Max Aub و "رفائيل لافون Rafael Laffon و"أدريانو ديل باجي" Adriano del Valle و"داماسو ألونسو" Damaso Alonso و"سيرانو بلاخا" Serrano Plaja و"لويس فيليبي بيانكو" Luis Felipe Vianco و"كارمن كوندي" Carmen Conde و"غرثيا نييطو" Garcia Nieto و"كارلوس بوسونيو" Carlos Bousoño و"خوصي يرو" José Hierro و"غبرييل ثيلا يا" Gabriel Celaya »" و"رفائيل موراليس Rafael Morales وآخرون من الأجيال اللاحقة، وبالإضافة إلى الإسبان القاطنين بالمغرب، إلى جانب المذكورين سابقا ترجمت أعمالهم إلى العربية، وتعرفنا بالإسبانية – بفضل الترجمات التي كان ينجزها محمد الصباغ وعبد اللطيف الخطيب إلى هذه اللغة أو تلك – على شعراء كبار من سوريا ولبنان والعراق وتونس والمغرب، لن أستمر في التفصيل حول مجلة "كتامة" آخر المجلات الأدبية التي كنت أديرها بالمغرب، ولن أتكلم عن المدلول الذي كان لها في تلك الفترة، بل سأقف عند ما قيل حولها في مجلة "إستفيطا ليتيراريا" حين توقفت عن الصدور : "إن التاريخ القصير لمجلة كتامة يسير إلى جنب أفضل وأرفع تعبير للآداب الشرقية والغربية في هذا الملقى الذي هو المغرب".



هوامش:


-خاثينطو لوبيث غورخي / (شاعر وناقد أدبي). عن مجلة


Puerta Oscura عدد ة3/4 - ::.


1-Guillermo Gustavino Gallent, de Ambos Lados del Estrecho, Pág. 299 à 304.


-Marruecos y la literatura, Tetuán, 1955.


2-Vicente Aleixandre, Obras Completas, vol. II, Pág. 726 à 729 – Almotamid, Carta Marroquí, 1953, Aguilar, SA, Madrid, 1968.


3-Vicente Aleixandre, Obras completas, Vol., Pág.716, A Manantial, Melilla (Entrevista) 1949, Aguilar S.A. Madrid, 1968.