sábado, 12 de mayo de 2007

DRISS JEBROUNI MESMOUDI /EL COMPROMISO HISTORICO y La Transicion Democratica al Socialismo / التراضي التاريخ..ادريس الجبروني المصمودي/

بقلم ادريس الجبروني المصمودي

جريدة البلاغ/ 10 /09/ /1983/

التراضي التاريخي

وعوائق الانتقال الديمقراطي إلى الاشتراكية

بعد الانقلاب العسكري الدامي الذي أطاح بحكومة "الوحدة الشعبية" بالشيلي. وفي مواجهة هشاشة الحياة السياسية الإيطالية، كتب الأمين العام للحزب الشيوعي الإيطالي "إنريكوبيرلينغوير" سلسلة مقالات طرح فيها سياسة الوفاق التاريخي كوسيلة للخروج من الأزمة التي يعاني منها المجتمع الإيطالي. وبعد الإشارة إلى الاختلافات الاجتماعية الموجودة بين التشكيلة الاجتماعية الإيطالية والشيلية. أكد على التشابه الأساسي بين الحزبين الشيوعي والاشتراكي بالشيلي في نهج الطريق الديمقراطي للانتقال إلى الاشتراكية.

يمكن تحديد التوجهات التالية في أطروحة التراضي التاريخي : هناك رغبة أكيدة لدى الحزب الشيوعي الإيطالي في تحمل المسؤولية الوطنية، وحمل كل تاريخ إيطاليا، وهذه الرغبة ترجمها الحزب الشيوعي في النداء الذي وجهه لكل القوات التاريخية (الكاثوليكية والاشتراكية ...) التي تكون المجتمع الإيطالي والذي أعطى إصرارا لهذا النداء هي وحدة النضال خلال مقاومة الفاشية. وثمرة هذه الإستراتيجية هو الاقتراح الذي قدمه الحزب الشيوعي الإيطالي لحزب الديمقراطية المسيحية للوصول إلى وفاق تاريخي للدخول في مرحلة جديدة من الثورة الديمقراطية، والتي حسب الحزب الشيوعي الإيطالي توقفت سنة 1947 بسبب الحرب الباردة. وكما شرح "بيرلينغوير" في مقالاته عند إطلاقه لهذه المبادرة، إن الهدف الأساسي من وراء التراضي التاريخي هو الحصول على الموافقة من أجل التغيير الاشتراكي للمجتمع، مع تجنب تقسيم البلاد إلى قسمين معاديين ومتواجهين. وحسب "بيرلينغوير" فإن الضرورة تقتضي تجنب هذه المواجهة والحصول على رضي وموافقة أغلبية كبيرة من السكان لكي لا تتكرر التجربة المأساوية التي عرفتها الشيلي وبلدان أخرى سبقتها(1). من الواضح أن الحزب الشيوعي الإيطالي يهدف إلى تحطيم حاجز معاداة الشيوعية الذي أقامته الكنيسة وحزب الديمقراطية المسيحية منذ ثلاثين سنة. والاقتراب إلى القوات اليسارية للجماهير الكاثوليكية المنظمة والواقعة تحت تأثير الحزب الديمقراطي المسيحي. كما يهدف إلى أن تغلب – كما يقول "طوغلياطي" – الروح الشعبية للديمقراطية المسيحية على روحها الرجعية، وهكذا يتم تغيير علاقات القوة لصالح ذلك التراضي الكبير الذي سيعطي تقدما سلميا وديمقراطيا نحو الانتقال إلى الاشتراكية. إن الطريق الديمقراطي نحو الاشتراكية لا يعني أنه طريقا سلميا وسهلا، وليس طريقا برلمانيا فحسب، لا يدافع عن حكومة جديدة وأغلبية جديدة، بل إن التغيير الذي يتطلبه المجتمع الإيطالي يحتاج إلى القوة التي يتم التعبير عنها بنضالية الجماهير. وفي نفس الوقت بالتراضي، أي بمساهمة أغلبية الشعب، أما مسألة التحالفات فهي عنصر أساسي وحاسم في هذه السياسة، يقول "بيرلينغويز" ليوضح ذلك أكثر على المستوى النظري، "في الميدان السياسي هناك مشكل كبير يشغل بالنا، ويجب أن يهم أكثر على المستوى النظري كل الماركسيين والدارسين المتقدمين في إيطاليا وفي كل الدول الغربية، وهو كيف يمكن تطبيق برنامج لإحداث تغيير اجتماعي عميق – وهو بالضرورة ستنتج عنه ردود فعل عنيفة من طرف المجموعات الرجعية – دون أن يدفع ببعض الشرائح الاجتماعية إلى مواقف عدوانية، بل يجب أن يحظى في جميع مراحله على رضي وموافقة الأغلبية من السكان"(2) : البديل الديمقراطي بدل البديل اليساري وتعاون كل القوات الديمقراطية ونداء المسؤولية الوطنية للديمقراطية المسيحية. إن نوع الاشتراكية التي ستنتج عن هذه الصيرورة هي اشتراكية تعددية وديمقراطية والوصول إليها لن يتم عبر عمل تآمري من طرف أقلية، وإنما ستتحقق بمشاركة اختيارات واتجاهات سياسية مختلفة التي ستشكل الأغلبية الجديدة.

إذا كانت هذه هي العناصر التي يستند عليها التراضي التاريخي، فيجب أن نتساءل عن النتائج العملية التي أدت إليها هذه السياسة، خاصة إذا رجعنا إلى نتائج الانتخابات العامة بإيطاليا منذ سنة 1976 إلى الآن، في انتخابات يونيو 1976 حصل الحزب الشيوعي على تقدم ملموس، وإن كان حزب الديمقراطية المسيحية قد حصل على الأغلبية فقد وجد نفسه أمام صعوبة تشكيل حكومة، ولكن الحزب الشيوعي كان واعيا بالمشاكل التي كانت تمر بها إيطاليا، وانسجاما مع خطه السياسي اتخذ موقف الامتناع، وسمح "لأندريوتي" بتشكيل حكومة ذات لون واحد (الديمقراطية المسيحية). إنها إرادة للدفع إلى الأمام بسياسة التراضي التاريخي، هذه النية الحسنة من طرف الحزب الشيوعي الإيطالي لم يقابلها بالمثل الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي لم يأخذ بعين الاعتبار اقتراحات الفريق الشيوعي بالبرلمان، في الوقت الذي يوجد فيه المجتمع الإيطالي غارقا في أزمة اقتصادية واجتماعية. أمام هذه الوضعية اضطر الحزب الشيوعي الإيطالي إلى سحب تأييده للحكومة الديمقراطية المسيحية، الشيء الذي أدى إلى حل البرلمان والإعلان عن انتخابات جديدة، في تلك الانتخابات عرف الحزب الشيوعي لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تقلصا في عدد أصواته بنسبة 4% في المائة وفقد آنذاك 26 مقعدا، وبقي الحزب الديمقراطي أول حزب في البلاد. وآنذاك بدأت الأزمة داخل الحزب الشيوعي بامتناع "بييطرو إنغراو" (عضو اللجنة المركزية) تقلد منصب رئاسة البرلمان. كما أن الانتقادات الموجهة لخط الحزب بدأت تتخذ طابعا حادا داخل القاعدة الحزبية واللجنة المركزية نفسها.

إذا كان الصدق والحوار يجب أن يطبع اليسار، في مواجهة دغمائية وكذب اليمين. فسيكون من اللائق الاعتراف بأن هناك شيئا لا يسير سيرا حسنا في سياسة الحزب الشيوعي الإيطالي. وكما قال : "جانكارلو باجيطا" في اجتماع اللجنة المركزية : "كفى من التصفيق لأنفسنا بأنفسنا" ومن الضروري أن نقوم بمجهود نقدي والاعتراف بأخطائنا. ومراجعة خطنا السياسي"(3).

إن التحول الذي عرفه المجتمع الإيطالي وبروز حركات اجتماعية جديدة يفرض على الحزب الشيوعي الإيطالي أن يضع استرتيجة جديدة أكثر تفتحا على هذه الحركات التي يجب أن تتمتع باستقلالية فعلية. إن الأزمة التي يعاني منها الشباب تحتاج إلى أجوبة ملموسة ومحددة من طرف الحزب الشيوعي الإيطالي لكي يتجنب الحلول السهلة والنهلستية. وهذا يتطلب تغيير الهياكل الداخلية، في اتجاه ترسيخ الديمقراطية المركزية، ثم إن سياسة التقشف لم تكن لها استجابة داخل صفوف الطبقة العاملة التي استقبلتها بسخط محقق، لأن الأزمة الاقتصادية لا يمكن أن تتحمل أعباءها الطبقات الضعيفة وحدها في الوقت الذي تمارس فيه الطبقة البورجوازية النهب والاستغلال واللامسؤولية. وعلى مستوى التحالفات من أجل وحدة القوات الديمقراطية، لا بد من طرح مسألة وحدة اليسار الإيطالي، كشرط أساسي لإقامة الحوار مع القوات الديمقراطية الكاثوليكية، وبدون هذا الشرط فإن هذا الحوار المزعوم مع القوات التقدمية سيكون عبارة عن لعب بالكلمات. ومن الصعوبات التي يجدها الحزب الشيوعي الإيطالي عند تحليله الأزمة التي أصبح يعيش فيها، هي الاعتراف بالتناقض الحاصل في تأييده للسياسة الرسمية للحكومة مع تطويره في نفس الوقت نشاطه كحزب في المعارضة، "لا يمكن أن يكون في نفس الوقت حزبا للحكومة وحزبا للنضال"(4). إن عقدة العمق في الوفاق التاريخي هي تفسيره للأزمة الإيطالية بأنها أزمة "التأخر التاريخي" ولتجاوز هذه الأزمة لابد من قاعدة الوفاق التاريخي بين الطبقة العاملة والبورجوازية المنتجة الحديثة، "إن فرضية التراضى التاريخي دخلت في أزمة، لأن مشاكل الأزمة الإيطالية ليست مشاكل بلد متخلف، بل هي مشاكل رأسمالية ناضجة ..."(5)، ولهذا لابد من العمل على بناء كتلة اجتماعية جديدة، ولابد من إقامة تحالف مع فئات المهمشين في المجتمع، وبديهي أن هؤلاء المهمشين ليس لهم تجانس مع الطبقة العاملة، يكونون ثقافات مختلفة وعلاقاتهم بالإنتاج مختلفة ينتج عنها سلوك سياسيي مختلف.

إن عدم الاستقرار الذي تعرفه إيطاليا راجع لضعف الحكومات المتعاقبة التي ترأستها الديمقراطية المسيحية، لم تكن غير تشكيلات مؤقتة، ذلك يعني استمرار الأزمة الاقتصادية والبطالة والإرهاب والعنف السياسي، ورفض "زاكانيني "ترشيح نفسه لزعامة الحزب الديمقراطي المسيحي في مؤتمره الأخير، وضع الخط السياسي للحزب الشيوعي الإيطالي أمام وضعية صعبة ذلك أن "زاكانيني" ينتمي إلى التقليد التاريخي "لألدومورو" في حواره وتفاهمه مع الحزب الشيوعي. وهو موقف تمثله الأقلية داخل الحزب الديمقراطي المسيحي.

مرة أخرى ومن جديد يجد الحزب الشيوعي الإيطالي نفسه في وسط مفترق الطرق أمام عوائق في محاولات الانتقال الديمقراطي للاشتراكية، "كيف يمكن بدأ تغيير جذري للدولة مع توسيع وتعميق المؤسسات الديمقراطية التمثيلية والحريات، (التي هي مكسب من المكاسب الشعبية) مع التراجع عن أشكال الديمقراطية المباشرة القاعدية. وشبكة بؤر التسيير الذاتي : وهنا يوجد المشكل الجوهري للنهج الديمقراطي نحو الاشتراكية و لاشتراكية ديمقراطية"(6). لقد أصبح مطروحا على الحزب الشيوعي الإيطالي بعد عقد من سياسة التراضي التاريخي أن يبحث عن أشكال أخرى للانتقال إلى اشتراكية في الديمقراطية والحرية، والتاريخ لم يعط لنا نموذجا كاملا للانتقال، بل قدم لنا نماذج لمجتمعات بعيدة عن مشروع تحرير الإنسان.

المراجع بالإسبانية

1)-بيرلينغوير (انريكو) "الوفاق التاريخي" – دار النشر غريخالبو (مدريد).

2)-هذه المقالات نشرت في كتاب : "تأملات حول إيطاليا" بعد حوادث الشيلي – (دار النشر غريخالبو) (مدريد).

3)-أرغومينطوس عدد –29-.

4)-ف. كلاودين : أورو شيوعية والاشتراكية" (دار النشر سيغلوxx).

5)-كيف نسير إلى السلطة – استجواب مع ل. كاستيلينا مجلة "بيخو طوبو" عدد57 ViejoTopo (مدريد).

6)-نيكو بولانتزاس – الدولة والسلطة والاشتراكية ص.313-314، دار النشر

Trad. /Driss Jebrouni / EN EL UMBRAL DE LO PROHIBIDO/EDMOND A.ELMALEHترجمة ادريس الجبروني المصمودي/





La política de Israel vista por un judío marroquí

EN EL UMBRAL DE LO PROHIBIDO

Por:
Edmond Amran El Maleh

Trad. Driss Jebrouni

Edmond Emran El Malee, es judío marroquí, escritor y profesor de filosofía
colaborador del diario “Le Monde” y la revista “Temp Modernes” .Este articulo
es una reflexión en torno a la escisión clave del judaísmo contemporáneo.
. Escisión entre una moral bíblica basada en el reconocimiento del Otro –el árabe,
el pueblo palestino-y la práctica real del Estado sionista, que desnaturaliza aquella
doctrina para justificar su actitud de Estado terrorista y la restauración de una nueva
modalidad de racismo cimentada en la idolatría estatal.

Estoy íntimamente convencido de que la decisión mas categórica hubiera sido la de no volver a escribir ni a hablar como judío .Y no por temor o vergüenza de serlo o confesarlo públicamente. En primer lugar, sencillamente por un sentimiento de honestidad, de justa proporción de las cosas cuando hoy notamos, sin duda en mayor medida que ayer, como en todas partes y en cualquier circunstancia la palabra judío tiene el poder de oscurecer el cielo, dejando todo en tinieblas, al erigirse en umbral de prohibición absoluta. Basta! Si, basta ya de proclamar que este pueblo es (que nosotros somos) la humanidad hecha hombre, el pueblo elegido, que puede hablar con Dios sin ningún intermediario, el único que se atreve a hacerlo. Acabemos ya con ese eterno dialogo con la Eternidad, con esa voz sacrificada que exclama a través de los siglos;"Somos portadores de todo el peso de la Historia». Basta ya!,porque ese discurso, desprovisto de la espiritualidad que en el pasado lo ha alimentado, que supo dar una riqueza de sentido y una significación altamente moral mediante la lectura y meditación de los textos sagrados, en nuestros días se ha pervertido en cada una de sus palabras, por una ideología y una doctrina estáticas, que intentan recuperarlo en su solo beneficio. Así, pues, callarse es ahora insoportable, aun sabiendo por experiencia la extrema fragilidad, la insuficiencia casi inaudible de una sola voz, en medio del bullicio y la exaltación general.
Estimado señor -se me dirá- usted entonces es antisemita .No hay nada mas común y hasta normal para un judío que serlo en secreto; en todo judío se esconde un antisemita. Que se proyecta mucho más si no fuera ésta la hora de los grandes riesgos, y si la existencia de Israel no estuviera cuestionada. La voz de una suavidad rabínica casi angélica y milenaria, ya que puede recurrir a la Biblia para convencernos de nuestra infamia o, si esa palabra suena demasiado fuerte, de los equívocos en que nos hemos perdido. La sutileza talmúdica nos atrapa entre sus tenues hilos, arrastrándonos de manera irresistible:"Sabéis bien que la sola lucidez de vuestro espíritu no basta para comprenderlo todo ,y que la lógica posee los limites de su propia pobreza ,"Si, es cierto que la lógica es una planta frágil e infecunda en el terreno de la verdad espiritual ;pero de la lógica de la violencia ,de las bombas que destrozan hombres, mujeres y niños en el sur del Líbano, de la tortura en los territorios ocupados ,de la negación de los derechos de un pueblo, el palestino, ¿qué debemos decir entonces ?
Como respuesta se desata la histeria, y esa voz adquiere toda su artificial mundanearía. No se debe golpear al Estado de Israel ni siquiera con flores ;la menor de las criticas puede desencadenar la solemne condena de la ideología sionista nos convertimos en el hombre impío, sacrílego y blasfemo al que todos señalaran con dedo vengativo, condenado a la hoguera como victima expiatoria ,para obtener perdón de los crímenes que se cometen invocando la razón del Estado .O, de agentes a sueldo de los árabes-y en tal caso uno huele a petróleo-;si deseamos evitar los extremos ,habremos de "psicoanalizarnos" de acuerdo con el consejo de Sastre : todo el concierto de amenazas y reprobaciones que, por ejemplo, Robinsón ha debido sufrir.

LOS JUDÍOS, ANTE SI MISMOS


Estamos pues ante una nueva cuestión judía, que es por primera vez en la historia contemporánea una cuestión realmente judía, judía, porque ahora los judíos están ante si mismos y ya no enfrentados a un estado extranjero, a un occidente deparador de trágicas persecuciones y genocidios durante la época nazi, sino a un estado hebreo, que pretende arrogarse el derecho exclusivo de hablar en su nombre. Es un insondable abismo que se abre a nuestros pies, arenas movedizas sin el mero punto de sujeción lo más grave es esa seguridad, demasiado clara parapara suponerla arbitraria: una vez abolido todo condicionamiento exterior, solo quedamos nosotros .Solo nosotros los judíos, tenemos que responder por nosotros mismos y de lo que pase a los demás por nuestra causa. Mida se le es posible, si su mirada se lo permite, la radicalidad del cambio que se ha producido .Para Teodoro Adorno el antisemitismo» era el rumor que corre a propósito de los judíos”.El antisemitismo es fruto de la exterioridad; de lo contrario, si lo vinculamos en alguna medida y algo artificialmente al ser judío, debemos admitir como un hecho que la identidad judía se ha forjado en la convergencia de una mirada exterior y de un intento de justificación de una política de persecuciones.
Lo que se postula con todo el peso de una historia milenaria es la inocencia de las victimas eso no es todo .¿Acaso los judíos no han reafirmado su propia identidad, y hasta un extremo insospechable, en la misma negación constante del derecho de vida, en la persistencia de una violencia que bajo las modalidades mas diversas y a lo largo de una diáspora secular intento aniquilarlos? Esta es la fatalidad de un destino que escapa de la historicidad, que emigra de las incertidumbres materiales hacia la esfera de la espiritualidad, que convierte lo temporal en eterno y trasciende la persecución como categoría ontológica, considerándola uno de los signos de relación privilegiada con Dios, como rasgo que designa al pueblo elegido.
Ahora, en cambio, se pretende extender esa inocencia ,pagada con sangre y sacrificio, a todo un Estado, para así ampararlo contra toda critica, para santificar hasta el mas insignificante de sus actos .La nueva cuestión judía, esencialmente judía y de nuestra única incumbencia –porque es capital, decisiva-es la que surge desde el momento en que ciertos judíos, en su propio beneficio, confiscan desde un asentamiento institucional la palabra de los judíos, arrogándose su monopolio, y negando a los demás judíos la libertad de serlo como mejor les parezca y de acuerdo con su conciencia El antisemitismo cambia completamente de sentido desde el momento en que necesita imperativamente imponerse mediante la violencia mas brutal ,porque la sumisión incondicional al Estado de Israel ,por la aceptación definitiva de la política que ésta intenta llevar a cabo.
Siempre habrá una historia judía para disipar el fuego lancinante de esta obstinación. Por ejemplo, la que se cuenta de un barrio judío situado en algún lugar de Polonia. Un rumor incontenible se precipita por las calles y mantiene a la población sobresaltada; la gente grita: “Han robado el Sohar”. Un oficial de policía, encargado de averiguar las razones de ese griterío enloquecedor. Y a quién podría dirigirse sino al rabino, que avanza tembloroso, encabezando la comitiva. Pero para evaluar la importancia del robo y el sobresalto que éste ha causado, deberá averiguar qué han robado. “¿qué es un shofar?”, pregunta el policía de manera imperativa. El rabino se mantiene en silencio, sin dejar de temblar, hasta que finalmente –y bajo amenaza de revolver –declara:”Un shofar es una trompeta”.La autoridad civil, expeditiva, acostumbrada a actuar sin complicaciones, se indigna contra esos judíos a los que nunca logra entender. “¿Por qué no me dijo desde el principio que el shofar es una trompeta? ¿Por qué guardo silencio? Tras un nuevo periodo de mutismo y de estremecimientos, y mediante nuevas amenazas, logra arrancarle al aterrorizado rabino esta otra confesión:”El shofar no es a pesar de todo una trompeta “.
El Estado de Israel no es a pesar de todo un estado! Intentemos explicarlo siguiendo el desarrollo normal de la reflexión política. Intentemos explicar pues, entre otros motivos que todo Estado incluye en si mismo la historia y la lógica de su fundación, y que Israel no puede convertirse en la excepción de esa regla .No es posible negar el hecho fundamental de su implicación en territorios cuyos habitantes fueron perseguidos, adoptando para ello las formas tradicionales de conquista colonial. Agreguemos, si la imprudencia de lector nos acompaña, que hay ciertas cosas por las que suele distinguirse la existencia de un Estado: ejército, policía, instituciones, gobierno, una política determinada, una doctrina etc. Que Israel responde perfectamente a esta carta de identidad del Estado puede admitirse sin duda durante tanto tiempo como queramos apoyarnos en categorías abstractas.
Prosigamos pues, asumiendo un grado más de imprudencia: ¿Qué hace ese ejército en
Unos territorios que, si no deseamos admitir que han sido ocupados, al menos deberíamos reconocer
Que están en litigio? Si ¿qué hace allí, y qué hacen sus aviones bajo el espacio aéreo del Líbano? ¿Y
Acaso no se acusa a esa policía, sin que ello pueda desmentirse, de practicar tortura en esos mismos territorios? ¿No se ha hablado también justificadamente de la discriminación racial, del racismo que lisa y llanamente inspiran ese Estado y su doctrina tanto hacia el exterior como dentro de sus propias fronteras? Consideremos la suerte de los judíos orientales, de tez morena por influencia árabe, o de aquellos otros judíos a quienes se niega el derecho a serlo porque son negros. ¿ Y qué podemos decir de la política exterior de Israel, de la cuestión Palestina, de los derechos de un pueblo a reivindicar una tierra por considerar que le pertenece y a constituir un Estado? Ingenuas preguntas, casi insignificantes ante una situación objetiva muy clara en si misma: pero a fuerza de pretender hablar desapasionadamente se termina por no decir nada. Y a pesar de todo, i ya esta bien! A pesar de todo, el Estado de Israel no es un Estado! imagínese el lector la acogida de un discurso como éste: o bien nuestro interlocutor pierde su sangre fría, y entonces se nos pone en la picota, se nos. manda al mismísimo infierno, porque la sagrada naturaleza de Israel – nótese que aquí no añado la palabra Estado -prohíbe cualquier crítica profana y sacrílega: o bien nuestro interlocutor cambia de tema, llevando la conversación por sendas más apacibles, a resguardo de los furores de la ideología y de la política cotidiana.

El Reconocimiento del Otro
El judaísmo como horizonte y como limite de pensamiento! A partir de aquí las demás cuestiones cobran sentido y justificación, adquieren validez y pertinencia. Este es el espacio de todas las respuestas posibles, ya existentes, o renovadas de manera incesante. ! Israel! la palabra resuena en el silencio de cuanto la rodea; es una idea que nunca ni en ninguna parte se abandona, una idea que en este mundo se mantiene en el exilio, y que renovada por la meditación prosigue en solitario la infinita repetición de un mensaje espir­itual eternamente invariable. El judaísmo -el sentido de este mensaje- es esencialmente una ética, fundada ante todo en la justicia de relaciones con el Otro, reconociendo su dife­rencia radical, de suyo irreducible. Israel, el Estado de Israel. Es el mediador de este mensaje, la garantía de su permanencia, el lugar concreto donde se alimenta la esperanza mesiánica. Esta es la que dicen eminentes personas que nada tienen que ver con los adulones de la propaganda sionista, con esos rabinos impostores que predican la incondicionalidad para con el Estado de Israel.
Rigor! OH rigor implacable! exigencia absoluta. Que ese Estado no pueda pues ser acusado de la menor injusticia, que la ley moral sea la ley de su conducta respecto del Otro, el que precisamente se presenta en su diferencia: hoy, el árabe, y más cerca que nadie el palestino. En efecto, este Otro del que hablamos no es ni puede ser una mera abstracción, un interlocutor teórico, una cláusula de estilo, un momento sin más de la demostración. Nos referimos concretamente al árabe, y más concretamente al palestino, un rostro amigo que posee nombre propio, al que podemos amar, un rostro anónimo, pero siempre humano. "¿Donde esta tu hermano?, ¿Te reconoces en el Otro?"', dice el Génesis. Si el pueblo judío no reconoce al palestino, jamás podrá reconocerse a si mismo.
Exigencia excesiva, argumento de mala fe: ¿donde se ha visto alguna vez un Estado ordenado
Según la ley moral, capaz de demos­trar por sus actos que se apoya en esa ética fundadora, hecha
Cuerpo social histórico y político? Por qué rehusar entonces a Israel una prorroga de la utopía: mas
Tarde, lo que hoy no pueda realizarse se hará mañana .Prorroga que se ajusta a condiciones tacitas: habría que eliminar primero al pueblo palestino para que después"… Regateos: como si una moral pudiera absolverse de sus propias exigencias o diferir su práctica en espera de tiempos mejores. I Aplazamientos y prorrogas! Pensemos por ejemplo en el socialismo del Este y de los otros países pretendidamente socialistas, hagamos cuentas, inscribámoslo en la columna de lo positivo y concluyamos pues que el estalinismo solo ha sido un accidente en un cuerpo que ha salido de él fortalecido. Si el valor infinito de la ética, en el sentido de que nada debe limitar su carácter absoluto, admite reducirse a un valor relativo, no queda otra posibilidad que la penosa totalidad del estado. El totalitarismo estatal estado de la religión, la religión de estado. ¿Un juego de palabras? Vidal.Naquet advierte en su obra Les Juifs, la memoire et le présent esa suerte de idolatría del estado "que se constata en el caso de Israel" y que, agrega, "no puede compararse mas que a la representación del estado prusiano como encarnación suprema de la razón en la historia, característica, como ya se ha dicho, de la ultima etapa del pensamiento de Hegel ".Israel sigue en este sentido del curso casi normal de la historia, el ejemplo de Prusia y de algunos otros países, y ello no resulta -demasiado sorprendente. Pero aun cuando se evocase una mística del estado, podría mantenerse una línea divisoria entre el orden religioso y el orden estatal, y dejarse una posibilidad de enfocar los dos aspectos separadamente. En este caso, la delimitación se pone en entredicho, y ambos términos quedan abolidos desde el momento en que in­tentamos concebirlos de manera independiente. El estado es Israel, Israel es el estado de hecho nos hallamos ante el dominio de una sola palabra, de un solo vocablo: Israel. Hay que admitir pues que "Israel es propiamente Israel", según la expresión totalizadora y totalitaria, según la cual los judíos que puedan pensar de otro modo pierden completamente su libertad opción extrema, fenómeno asombroso si se la observa de cerca, parque no es un mera efecto de argumentos propagandísticos, ni artificio de una ideología facticia. Una conciencia colectiva manipulada por quién sabe qué fantasma, auto engañada primero, Y allí nada ahora mas allá de los fines normales de todo nacionalismo. Israel esta solo, ahorra ante el Padre eterno, coma al comienzo de la Biblia. La Biblia borra el tiempo de la memoria, evoca para abolirlo las desgracias del pasado, esos accidentes de la historia, y acoge favorablemente al hijo prodigo. Así queda borrada la presencia secular de los árabes en toda es tierra; la denominación árabe de las ciudades y regiones queda abolida del vocabulario y de la memoria del pueblo. Malditos sean quienes intenten turbar esa intimidad, esa felicidad sagrada, santificada por la vuelta a la Tierra Prometida: ellos recibirán el castigo de Dios. Múltiples voces israelíes, de rabinos o laicas, lo proclaman incesantemente con la Biblia en la mano. La profecía corresponde a nuestros días y uno queda confuso, sin voz, sin esperan­za alguna de comprender el porqué. I A qué silencio se ha reducido a aquellas comunidad­es que velaban por la pureza de la fe, y que de un extremo al otro del mundo -en nombre de la más auténtica tradición del judaísmo supieron combatir ferozmente contra la creación de cualquier Estado judío

Los Tanques de Salomón

Cántico de los cánticos. Paradoja de las Paradojas. Dios mas la técnica, la tecnología, como se ha dicho del socialismo, es cualquier cosa mas la electrificación. La materialidad científica dormida, organizada explotada, en medio de una espiritualidad reivindicada como privilegio sin mancha, de derecho divino.
El paracaidista, ese heraldo de los tiempos modernos, se ha convertido en símbolo actual del judaísmo! por que seguir por ese camino? me acuerdo de una foto muy elocuente, tomada durante la guerra de 1967: infinitos zapatos abandonados sobre la arena del sinal, dejados por los soldados egipcios al huir tras su derrota. Incontestable superioridad de Israel! Pies descalzos sobre la tierra santa, símbolo que pasa al otro lado, cerrado en su mensaje, aplastado por unos tanques marcados con el sello de Salomón. Recuerdo también esta fabula que nunca nadie ha contado, sin duda porque en ella hay algo de verdad: un día el viejo occidente, ya en su lecho de muerte, hace llamar a un joven milagrosamente rejuvenecido y le dice:” he intentado matarte en vano, pero debo confesártelo todo. Perdóname! Al final de mis días, sufro el tormento de los remordimientos. Por eso te nombro mi hijo y heredero, y pongo en tus manos los secretos de mi poder. Ve, apresúrate a vengarme de todos aquellos que se atrevieron a desafiarme “.” frívolo! como se puede hablar con tan poca seriedad de tan Graves cuestiones? Ese tono supuestamente imparcial no es más que una impostura, una evasiva para evitar lo esencial. Diga sin rodeos que esta usted contra Israel, que en lo más profundo de su corazón, guarda un rencor implacable, que aunque no se atreva a decirlo, su desaparición seria para usted, SI no una gran alegría, cuando menos un motivo de alivio. Diga cuanto esconde en su alma, en su silencio y ausencia de claridad, y que usted no puede ver a los judíos (incluido usted mismo) fuera de la triste noche del ghetto y la judería, como cochinillas mugrientas temblando de miedo. Reconozca que renuncia oscuramente al progreso, a la libertad, a una patria indepen­diente, a la consecuci6n de un sueño milena­rio: 'Mañana a Jerusalén'. Para usted el judío es la eterna victima expiatoria, ofrecida en un holocausto incesantemente renovado, un ros­tro cubierto de cenizas y lamentaciones, el ser elegido por la desdicha y el sufrimiento, el hombre de la traición y del dinero, 0 ninguna otra cosa. Usted se siente irremediablemente atraído por la negación y la nada. Es burda­mente maniqueo, a costa de la ignorancia, la mala fe y el engaño: el mal esta en Israel, en el Sionismo: el bien en el mundo árabe, los palestinos y los defensores de su causa. Ese mundo árabe que describe en términos paradisíacos. Su Inmenso deseo de no ser mas judío le conduce a los mas graves abusos, y si no tiene usted la nobleza de aquel gran rabino... que acaba por convertirse al Islam, no le queda otra posibilidad que el discurso de la perfidia y del renegado".
Permitidme pues que me explique, ya que a ello soy conminado. Pero en primer lugar, adviértase que en una reflexión múltiple y diversa no es posible, evidentemente, agotar los infinitos matices del tema. Contra el realismo político brutal, fundado en relaciones de fuerza y de violencia, en el delirio y en el caos de ideologías opuestas, donde todos los cálculos quedan invalidados y la ceguera impone una oscura noche, ,qué posibilidades hay de escapar de la reclusión en una postura militante' Mil miradas nos escrutan, custodiándolos en prolongada espera desde sus fortalezas, prestas a discurrir cualquier mo­vimiento y dar la alarma, preparadas para gritar a la carga, hágase lo que se haga, desde el momento en que uno llega del exterior.
"Después de Auschwitz, no se puede pen­sar igual que antes" Esta frase de Teodoro W. Adorno fuera de contexto, se ve degradada por su utilización ideológica, con o sin fines propagandísticos explícitos. Vidal-Naquet advierte: "Ia Ideología puede parecer exagera­da, puede encontrarse exasperante la presión moral que se ejerce sobre cada judío que visita Israel para que se instale en el país, y pueda resultar enervante una propaganda que todo lo utiliza, desde la arqueología hasta Auschwitz, para justificarlo todo...(3) Deberíamos sobre todo indignamos pedir el mas elemental respeto por la memoria de los muertos de Auschwitz, y de todas las demás victimas del nazismo -judíos o no-, porque eso tampoco debe olvidarse; hay que impedir que ello se convierta en propaganda política, en argumento ideológico, en comercio de votos como ocurre en Francia y otros países
La envergadura de esta operación de desviación y manipulación es insólita. Se nos prohíbe pensar como antes, e incluso hasta pensar quien critica al estado de Israel atenta contra la memoria de Auschwitz; trabaja, lo desee o no, en función de nuevos holocaustos.
Umbral de pánico visceral. Quien puede seriamente desear la destrucción de Israel a sangre fría, sea o no judío, como objetivo político asignable ?es algo tan admisible como la actual determinación de exterminar al pueblo palestino, de negarle el reconocimiento de sus derechos. Umbral de visión lucida: un estado que se establece sobre la violencia y uso de la fuerza se expone a su propia destrucción desde el momento en que su superioridad en ese plano ya no pueda mantenerse. la muerte del otro no es una garantía de supervivencia .poder y buena conciencia :si el primer termino tiende ineluctablemente hacia sus propios limites, el segundo tiene como misión enmascarar ese extremo, y ocultar a fin de cuentas la causa de todos los peligros.
­
Utopía y Guillotina del Sionismo

Sabemos bien de donde venimos, y nos reconocemos a nosotros mismos en esa transparencia. De modo que no podemos perdonar, y solo nos queda sublevarnos con todo nuestro ser cuando vemos y evaluamos la magnitud de la tragedia, de la separación, de esa sangre que nunca debiera haberse derramado­. ¿A quién acusar? AI Sionismo, sin ninguna posibilidad de duda ni el menor titubeo. ¿Qué ha ocurrido en esa Palestina cuyo nombre se mantiene abierto, como estremecedora pregunta, en el limite de la vida y de la muerte? ingenua pregunta, puesto que la historia está escrita y todo ha quedado ya dicho. Y con todo, no hallamos descanso en ninguna respuesta; el aguijón de una busqueda incesante nos hostiga una vez más, nos impulsa a proseguir. ¿Qué había en el corazón y en la mente de los pioneros sionistas? ¿Qué hubo antes de que la utopía se convirtiese en guillotina de la historia, y de que el ideal se trocase una vez más en su propia negación? Pregunta demasiado ingenua, puesto que da por supuesta la pureza ideal de un movimien­to, que había surgido a partir de un origen determinado, para seguir después una revolución lineal lógicamente encadenada en cada una de sus etapas. Ingenuidad casi pueril cuando se observan las complejas configura­ciones que gravitan en el cielo de esa tierra santa, en torno al eje del proyecto sionista. Configuraciones cuyo alcance es preciso eva­luar por los signos que nos ofrecen, desde el momento en que estamos convencidos de que no pueden reducirse a la concreción esquemática de un proyecto fundador. La odisea sionista, fue compleja, eminentemente compleja en su origen, antes de que la institución del estado la redujese al papel servil de propaganda ideológica burda y ejemplar.
Cuando los teólogos judíos abandonan Europa (la Europa central y sus ghettos), se pierde la vinculación con lugares donde la asimilación parecía todo un éxito, como Ale­mania. El teólogo, figura ejemplar. No es un oscuro rabino, sino un intelectual, con fre­cuencia revolucionario (o al menos muy cer­cano a los movimientos revolucionarios mar­xistas que sacudieron Europa tras la revolución­ rusa de 1917). Su palabra se vuelve la ambigüedad misma. El curso de los aconteci­mientos adquiere una forma torrencial; el sionismo acarrea los más diversos materiales, arrastrados de los distintos lugares que atra­viesa a su paso. También se forman nudos, puntos de detención que modifican la corrien­te, provocando cambios inesperados e ini­ciando nuevos trayectos. El teólogo entra en conflicto con el materialismo marxista, pero retiene humanitariamente la cuestión socialis­ta: resultado hibrido, el mesianismo de doble faz. Se desvincula de esta Europa como movido por un presentimiento. No ha llegado aún la hora trágica del genocidio nazi y se disuade, en medio de la confusión, de la asimilación. Eflorescencia, abundancia de una Planta hibrida: súbitamente volcado al judaísmo -en los limites de su pureza original ­aspira a la materialidad del estado como cuerpo inesperado de la espiritualidad, y esperando volver a ella la abandona, dimensión fantasma tica del Regreso!
Intenta descubrir, a partir de algún lugar, de alguna tierra, la significación histórica del exilio, la propia fijación geográfica que le permita justificar su empresa, pero así como no logra superar la llamada de aquél, tampoco puede evitar la caída en la que después quedara al descubierto. Renuncia a una iden­tidad nacional, la rechaza para forjar otra inexistente: no quiere ser alemán, ruso o polaco, sino judío, como si hubiera dejado de serlo (y entonces habría que interrogarse a fondo sobre esta privación y su sentido). El mesianismo se enturbia con impurezas, y entra en la peligrosa esfera de lo político mediante el juego de una cascada de alienaciones. Idealista, generoso, hijo de una gran cultura, busca legítimamente solucionar la trágica suerte de las masas populares judías de la Europa central, y para ello desembarca en Palestina. No es palestino, no, lo es de ninguna manera, y no tiene derecho a esa tierra. Nada tiene en común con su cultura ni con su realidad física y humana. Paso limite, giro decisivo, asombrosa serie de alienaciones inaudita! En medio de todo ello, la negación del árabe en el plano metafísico, el rechazo a reconocer su dignidad humana, que sirve para legitimar su aniquilación física. Nuestro teólogo no ha abandonado por completo Europa como pretende, puesto que ha traído en sus maletas el breviario del racismo, delicadamente envuelto en el lenguaje de la buena conciencia. El árabe es un ser inferior, como lo prueba un imperativo teológico, y el judío árabe, contaminado por la mancha oriental que lleva, también lo es, con la sola diferencia de que tiene posibilidades de redención por la gracia de los judíos ashkenazes de pura raza. Evoquemos esta elocuente descripción : “Un serio y amenazador problema se plantea por la inmigración proveniente de África del Norte .Se trata de la inmigración de una raza que hasta hace poco desconocíamos en este país .m Es un problema con muy alto grado de primitivismo, cuyo nivel educativo es cercano a la ignorancia absoluta mas grave aun es su incapacidad de abordar todo tipo de tarea intelectuales hallan completamente dominados por pasiones instintivas y salvajes “ .Como para borrar las huellas de una persecución secular, y conjurar así la obsesión y el rencor del racismo, nuestro teólogo –colmado de trágica alineación – vuelve ese racismo contra el árabe y contra su propio correligionario, el judío árabe Pero por el momento eso no llega a manifestarse plenamente, estamos ante el ensueño de un proyecto en sus comienzos, en el limite indeciso de la utopía .Por el momento en el alba de estos proyectos, la Biblia descienda hasta la tierra de elección ,como las tablas de Moisés, y nuestro teólogo reanuda, colmado de dicha, el dialogo con el Eterno, eclipsando las marcas de la ruptura y la nostalgia de alejamiento. Bebe la espiritualidad de las mismísimas fuentes. Dueño de una lectura, de una interpretación exclusiva y autoritaria ,convierte a la Biblia en manual de conquista colonial, haciendo oídos sordos a autorizadas voces que se indignan por ese sacrilegio .Pero poco importa, porque esta presto a hacerse ateo .El demonio que de él se ha apoderado confúndelos limites, as fronteras entre Dios y el Diablo. El milagro se ha hecho en todo caso realidad, posee la transparencia de las cosas presentes, cotidianas: se convence de ello y se felicita por descubrir allí los signos de la legitimación. Socialista, igualitario, comunitario, ocupa una tierra declarada vacante y maravilla del mundo con el símbolo de ética austera, de pobreza y sacrificio heroico: el kibutz. De aquí en más todo queda dicho .Se avanza contra el desierto, contra el fatalismo de la pereza; la inhóspita arena se cubre de jardines, frutos, flores y promesas edénicas.


Empresa Colonial


La destacable de toda empresa colonial es su capacidad de eludir la presencia del pueblo sometido, intentando reducirla a una cuestión de instigadores, que efectúan algunos dispa­ros o se debaten en su entupido empecinamiento contestatario. No importa pues lo que todo esto signifique para el pueblo Palestino. Ha habido grandes sublevaciones, esta tam­bién la amenaza armada, pero eso no es mas que ruido y furor. Después de todo, el hombre de que hablamos -teólogo a ateo-, pionero de la nueva era, sabe manejar tan bien el arado como el fusil, según el tópico corriente. Es terrorista, pero esta preparado para olvidarlo fácilmente. Lucha con todas sus fuerzas por su territorio ocupado, ignorando voluntaria­mente el derecho de los pueblos a disponer de si mismo, aunque guarda en su poder otro mandato de origen divino, para realizar otra agrupación cuando le llegue la hora.
Cabía sin embargo esperar, en este comba­te liberador, que ese soldado de Días hiciese alianza con el palestino, único propietaria legítima de ese suelo, y único en ser auténticamente sometida, expoliado y privada de sus legítimos derechos. Ingenua Ilusión, espejis­mo de un lenguaje paria no. Leed la Biblia: Israel ha vuelto a recobrar lo que es suyo. Pronto llegara la hora de fundar un Estado, de celebrar las bodas entre la teología y la idolatría.
La imaginación más delirante puesta al servicio de la mala fe. Ese retrato, señor no es mas que una odiosa caricatura, de hecho ajena a la realidad y a la verdad histórica.
Y ya que hemos apelado a la historia, digamos que su verdad seria mucho más abrumadora si se supiera seguir los documen­tos acumulados con el paso del tiempo, con toda objetividad, y si la misma historia no fuera escenario de disputas ideológicas, coto cerra­do de confrontación de ideologías.
Prosigamos pues, evitando el escollo de la polémica, de la denuncia que fatalmente exige una respuesta en idéntico lenguaje.
Obsesiva fascinación que nos interpela, sabiamente nos hace volver a su­puestos comienzos, para conjurar la fatalidad de los nuevos comienzos y garantizar el dominio del espíritu tú por encima de la genealogía de las negaciones, de las mutaciones negativas. Utopía ¿por qué no? si ella, y solo ella, nos ofrece la posibilidad de sobrevivir. Qué ha ocurrido pues con esta Palestina en la que ya todo ha ocurrido, en la que la humani­dad se resume en si misma y para si misma. Qué ha ocurrido en estos primeros anos decisivos, en los que la historia irrumpe en el orden de una era sensata, de meditación y recogimiento, donde, por una súbita aceleración, la Biblia vuelve a las primeras paginas, mediante la violencia de una decisión que de allí en más hará pensar par encima de su sentido original de hipoteca de un proyecta político. El sionismo cobra viva efectiva, y los pioneros del movimiento ponen manos a la abra. Que ha sida de aquella ejemplaridad'
Qué sentido le podemos dar hay', i para qué hablar de ella, ahora ¿que sabemos la que en realidad es?
¿Qué importa el pasado? Solo el presente cuenta. Lenguaje unidimensional, precisa­mente específico de la ideología, revelador de un pensamiento sistemático, totalitario, que no admite diferencia alguna. Matriz de la violencia, fecundación del terrorismo: la uno a la otro, Uno y Otro deberá desaparecer. Negación de cualquier distancia, de cualquier espacio abierto a la relación y al dialogo. Identidad de la muerte. Vuelta a esa Palestina en el privilegiado momento en que todo comienza, donde nada ha quedado definiti­vamente resuelto. Si al menas hubiera sida posible dudar de la complejidad de la situación, de las virtualidades que entrañaba la ejecución de Inextricables intenciones desdecirás, de luchas nacionales en los ordenes más diversos y contradictorios: político, reli­gioso…

Del Misticismo a la Política

He aquí un texto de Gershom Scholem particularmente significativo, tomado de una carta que le escribiera a Walter Benjamín: "primero de agosto 1931: '...Lamentablemente solo puedo contestarte exponiéndote la situación extremadamente difícil en que nos ha dejado este congreso. A decir verdad, la divergencia radical que existe entre mi concepción del Sionismo -orientada hacia la renovación del judaísmo- que yo acepto en definitiva que se califique coma místico-religiosa, por una par­te, y el Sionismo empírico, fundado en la distorsión que representa la perspectiva –irrealizable y provocadora- de una supues­ta "solución política de la cuestión judía" por otra parte, se me ha hecho evidente en el transcurso de la evolución sufrida durante los dos últimos anos, evolución que liego a su punto culminante con las resoluciones del último congreso. Por cierto, el Sionismo como movimiento siempre ha representado mucha más que su forma de organización práctica. Pese a todo, durante los últimos anos anteriores siempre hubo, para los que piensan coma yo, una posibilidad de promover nuestra causa, que en un principio nada tenia que ver ni con los ingleses ni con los árabes, dentro de esta organización. Más exactamente, eso nos era indiferente (al menos desde 1920), ya que el advenimiento histórico del Sionismo quedaba en todo caso garantizado desde el punto de vista de su legitimidad. Pero después de que en los últimos anos las fuerzas de la reacción pura se han impuesto a su manera en el seno del Sionismo, tanto política como moral­mente, y de que en este congreso se han tomado decisiones tocantes a este aspecto del asunto, yo y algunos otros hemos entrado en una aguda crisis con el movimiento Sionista. Por mi parte no creo que exista una solución de la Cuestión Judía en el sentido de normalización de los judíos, ni pienso que la cuestión pueda resolverse en Palestina en ese sentido. Lo que para mi siempre ha sido y sigue siendo evidente, es el solo hecho de que Palestina es necesaria, y eso me basta, cuales­quiera que sean las expectativas de unos y otros y tras formular algunas apreciaciones res­pecto de ese congreso, cuyas resoluciones convendría estudiar, Gershom Scholem agre­ga: "cuales son las fuerzas que están a punto de provocar el fracaso del Sionismo' No es nada difícil afirmarlo, pero no sé si me entenderás: el Sionismo muere por haber ganado. Ya ha conseguido sus victorias en el plano espiritual., perdiendo así la posibilidad de lograrla, en el plano material. En efecto ha colmado mediante enormes esfuerzos, una función que de ningún modo le estaba prevista. Con ello hemos ganado muchísimo. Nuestra existen­cia, nuestra triste oportunidad, que el Sionis­mo quiso estabilizar de manera Inmutable, ha quedado reafirmada una vez más en el tiempo para las dos próximas generaciones, pero para conseguirlo debimos pagar el más terrible precio. Puesto que incluso antes de haber realizado e impuesto la conexión con el pasado en las costumbres y en la lengua del país, ya habremos perdido las fuerzas al ir a un territorio por el que nunca habíamos sonado con luchar. Cuando el Sionismo se vio vencedor en Berlín, estando completamente" en blanco desde la perspectiva de nuestra tarea ya no pudo ganar Jerusalén…
Librándonos a la vana pasión de una vocación públicamente expuesta, nosotros mismos hemos convocado a las fuerzas de destrucción. Nuestra catástrofe comienza a partir del momento en que esa vocación fue profanada y prostituida, en que se ha renunciado a desarrollar la comunidad en su legítima oscuridad desde que la traición de los secretos valores que nos congregaban se ha convertido en un aspecto positivo de Ia propaganda diabólica. Desde el momento en que nuestra causa se ha hecho demasiado visible, la hemos expuesto a la destrucción…El Sionismo ha despreciado la noche. Ha transpuesto el engendramiento, que debiera" haber sido su objetivo supremo, sobre un foro mundial en el que había demasiada luz, y en el que exigencias vitales degenerarían en una prostitucion de los últimos restos de nuestra Juventud". No era ese el lugar que habíamos, ido a descubrir, ni era ese el fuego alrededor del cual deseábamos inflamarnos"... entre Londres. y Moscú, nos hemos extraviado por el camino de Sino para encontrarnos en el desierto de Arabia. Por nuestra presunción hemos cortado el camino que conduce al pueblo. Así, todo lo que nos queda es la productividad del que zozobra, y del que lo sabe”.
Habéis leído bien, es Gershom Scholem quien ha escrito esta carta, describiendo con notable lucidez el dramático recorrido de un proyecto, el proyecto Sionista, cuando desde, sus mismas fuentes, desde su trascendencia espiritual, se precipita hacia su desviación, su lenta degradación, a su negación, que el mismo ha engendrado. Lección Implacable Tragedia de una lucidez, combinada con ciertas reservas, que súbitamente se desvanece en las tinieblas de una ceguera incontestable. es preciso añadir por ahora algo mas?'.
______________________________

(1) Vidal.Naquet. Pierre: Les Juifs, là Memoire et présent. Paris, 1981.
(2) Adamo: Dialéctique negative.
(3) Vidal-Naquet. Pierre: op. cit. p. 148.
(4) Gecshom Scholem: Walrer Benjamin, Histoire d'une Amitié, Calman-Levy, p;q. 194
.

DRISS JEBROUNI /CONFLICTOS ETNICOS y CULTURALES EN EL MUNDOالنزاعات العرقية والثقافية في العالم/ادريس الجبروني/

ترجمة / ادريس الجبروني المصمودي

جريدة الاتحاد الاشتراكي/1995

النزاعات العرقية و الثقافية في العالم

إن التعريف الذي يعطى بصفة عامة للنزاعات العرقية هو المواجهة العنيفة التي تحدث بين

جماعتين أو أكثر، وتكون الاختلافات والفوارق بينهما في الثقافة، أو في الدين، أو على مستوى الصفات والمميزات الجسمانية، أو اللغوية.

لقد أصبحت النزاعات العرقية في السنوات الأخيرة هي الشكل الشائع للعنف الجماعي والسبب الرئيسي لتعاظم مشكلة اللاجئين. في سنة 1988 وجدت نفسها جماعات تكون الأقلية أو الأكثرية داخل وطنها متورطة في أغلبية النزاعات العرقية التي بلغت 111 نزاعا في العالم. في شهر يوليوز من سنة 1993 لم يحدث في العالم أقل من 25 مواجهة عرقية عنيفة، مثل القتل الجماعي، والاعتداءات الإرهابية، والجرائم والنهب، والاغتصابات، والطرد الإجباري، والإعدام، وأعمال عنف أخرى لجأت إليها هذه الجماعة أو تلك، أو كلاهما كوسيلة للوصول إلى تحقيق أهدافهما.

بالإضافة إلى هذا، هناك عشرات النزاعات العرقية التي لا تقوم أساسا على العنف، كما أن هناك مئات الأمثلة للقمع السياسي والاقتصادي والثقافي الذي يمكن أن تنتج عنه مواجهات مفتوحة وعنيفة. وإن كنا نولي اهتماما كبيرا للنزاعات الدامية العنيفة الطويلة المدى : الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية، والصرب والمسلمون، والبوسنيون والكروات في البلقان، والتاميل في سيريلانكا والسينغال CINGAL في سيريلانكا والأكراد في الشرق الأوسط، والأرمينيون والإزيريون في ناغورنو –كاراباخ- فيجب علينا أن لا نتجاهل وننسى أن هناك عددا كبيرا من النزاعات التي لا يستعمل فيها العنف، ولكنها في الواقع تكون منبت وبذرة العنف غالبا ما يفسر بالقمع السياسي، اقتصادي أو ثقافي ضد الأقليات العرقية، ويتضمن تقييد ممارسة التصويت في الانتخابات، والضرائب الباهظة والحرمان من بعض المهن والوظائف والإقامة المعزولة، والحصص التربوية، والمنع من استعمال اللغة العرقية، ووضع القيود على الشعائر الدينية.

في دراسة أنجزت سنة 1989 تم إحصاء 261 جماعة تكون الأقلية (أغلبيتها عرقية) هم ضحايا هذا القمع، في 99 من مجموع 126 بلدا، الشيء الذي يعني أن العلاقات العرقية سيكون لها مستقبل طويل وعنيف في العالم.

إن النزاعات العرقية غالبا ما يتولد عنها ما هو أكثر من صدام بسيط بين جماعات عرقية مختلفة. وفي بعض الأحيان تتواجه فيها طوائف تنتمي إلى نفس الجماعة، ودائما ما تتدخل فيها أو تجد نفسها معنية أمم وشعوب أخرى في سيريلانكا، مثلا، نجد أن النزاع بين السينغال CINGAL والتاميل نتج عنه القتل والاضطراب بين طوائف سياسية تنتمي إلى نفس الجماعة وتولد عنه العنف ضد المسلمين في سيريلانكا. ونفس الحالات وقعت في إيرلاندا الشمالية، وفي أزربيجان وفي جهات أخرى التي انفجر فيها الصراع بين الخصوم السياسيين وأتباعهم من أجل الحصول على النفوذ والسلطة. كثيرا ما يقوم الخلاف السياسي الأساسي بين هذه الطوائف التي تنتمي إلى نفس الجماعة العرقية على أن بعضها يساند الحلول السلمية التي تراهن على الاتفاقيات والأخرى التي تقوم على العنف والسيطرة.

وعلى المستوى الدولي، فإن النزاعات العرقية تنتهي بتورط بعض الدول أو شعوب بعض البلدان التي لا تتدخل مباشرة في –الصراع-.

إن الصراعات العرقية، مثلا، أصبحت هي المصدر للجوء وتنقل الأشخاص الذين يبحثون عن الأمن في بلدان غير معنية، أو يلجؤون إلى تلك البلدان التي تدافع عن مصالحها، أو توجد فيها ساكنة عرقية واسعة متحالفة معها. وهؤلاء اللاجؤون الذين يلجؤون بأعداد كبيرة يخلقون متاعب ومشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية للبلد المضيف الذي يستقبلهم، وفي بعض الأحيان يمكن أن يخلق وجودهم صراع عرقي وكراهية الأجانب في نفس هذا البلد، وهذا العبء يمكن أن يدفع البلد المستقبل في أن يرغب في إيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن لهذا الصراع الخارجي والتخلص منهم.

بالإضافة إلى استقبال اللاجئين، فإن البلدان المهتمة بالنزاع العرقي أو التي لها روابط عرقية بإحدى هذه الجماعات العرقية يمكن أن تختار التورط في هذا الصراع بطريقة مباشرة، أو يمكنها أن تقدم المساعدات لجماعة عرقية، مثل ما يفعله البريطانيون في إيرلندا الشمالية، تركيا واليونان في قبرص، أو الهند في سيريلانكا الخ... بالإضافة إلى هذا، هناك حكومات بعض الدول تعلن رسميا الحياد ولا تتورط في النزاع، فإن مواطنيها كثيرا ما يساندون ويقدمون المساعدات للجماعة العرقية التي ينتمون إليها والقاطنة في بلدان أخرى وكمثال على هذا، المساندة والدعم الذي يقدمه يهود العالم لدولة إسرائيل والأمريكيون الذين ينحدرون من أصل إيرلندي يفعلون نفس الشيء مع الإيرلنديين الكاثوليك في "الأولستير". كثير من الناس لهم روابط عميقة مع الوطن الأم، ويترجمون شعورهم التضامني العرقي إلى مساندة سياسية ودعم اقتصادي في حالة ما إذا كان أمن بلدهم الأصلي في خطر.

ليست كل النزاعات العرقية متشابهة، بل كل نزاع يأخذ شكلا مختلفا. وهناك ميزة أساسية لكي نفرق بين النزاعات التي تبرز في حالات ليس لها نظام هرمي ومقابلتها مع الحالات التي لها نظام هرمي، في الحالة الأولى تكون للجماعات العرقية سلطة نسبيا متكافئة، أو هكذا تتصور كل واحدة منهما العلاقة التي تحكمها وتحكم فيما بينهما. وفي الحالة الثانية، تكون الجماعات العرقية التي تقطن وطنا واحدا منتظمة وفق تراتبية السلطة. من المنطقي أن تكون النزاعات العرقية شائعة ومراقبتها وضبطها صعبة جدا من الحالات التي لا تخضع لنظام هرمي، حيث إن الجماعات تتصارع وتتنافس من أجل الثراء والسلطة، وحيث لا توجد جماعة لها ما يكفي من القوة لقمع الجماعات الأخرى.

كذلك يجب علينا أن نميز بين النزاعات التي تحدث بالدول التي توجد في طريق النمو وبين تلك النزاعات التي تبرز في العالم الصناعي. في الحالة الأولى تكون الجماعات العرقية عامة تتصارع وتتنافس على السيطرة السياسية، بينما في الحالة الثانية تقوم فيها الحركات الانفصالية للأقلية العرقية بمواجهة القمع الحكومي. ويمكننا أن نضع تمييزا ثالثا بين مختلف أنواع النزاع العرقي العنيف الذي يقوم على أساس أهداف المشاركين فيه. ومن هذا المنظور فإن النزاعات العنيفة التي تحدث حاليا في عالم اليوم يمكننا أن نصفها ونقسمها إلى أربعة مستويات :

الحركات الانفصالية

في الحركات الانفصالية يكون العنف نتيجة للمجهود الذي تبذله جماعة عرقية للحصول على الاستقلال السياسي، أو يكون نتيجة المجهود الذي يقوم به بلد لمنع تلك الجماعة من تحقيق هدفها، مثل الأمرمينيين في أزربيجان، والباسك في إسبانيا وفرنسا، والكاثوليك في إيرلندا الشمالية، والإبزاسيين والأوسيط في جيورجيا، والفلسطينيين في إسرائيل (والأراضي المحتلة من طرف هذا البلد)، والكاشميريين في كاشمير، والأكراد في إيران والعراق وتركيا، والسيخ في الهند، والتبتيين في الصين، والتيمور في إندونيسيا، والتاميل في سيريلانكا.

النزاع من أجل الحصول على الحكم الذاتي، أو السلطة السياسية أو المراقبة الترابية

العنف هنا يأتي نتيجة نزاع بين جماعات عرقية في وطن واحد أو بين جماعة عرقية والحكومة من أجل مراقبة الموارد الاقتصادية، والسلطة السياسية، أو من أجل الحصول على الحكم الذاتي. عندما تكون أهداف جماعة عرقية تريد الحصول على الاستقلال الذاتي، أو تحقيق السلطة والثراء صعب المنال، تنزع هذه الجماعة إلى تحديد أهدافها وتتحول إلى حركة انفصالية، وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر الألبان في صيربيا، والمجريين في رومانيا، والشيشان / الإنغوش في روسيا، والأصوليين المسلمين في الجزائر ومصر، و"الإغبو"، و"الهاوسا" و"يوروبا" في نيجريا، و"الهوطو" و"الطوطسي" في رواندا وبوروندي، و"الكالجين"، و"لوو" و"كيبويو" و"لوهيا" في كينيا، و"كسوسا" وجماعات أخرى و"زولو" في جنوب إفريقيا، و"البودو" و"الهندوس" والمسلمين في الهند، و"شاكا" في بانغلاديش.

الغزو

يكون العنف في هذه الحالة في إطار حرب بين أمتين أو عدة أمم تتكون من عدة جماعات عرقية حيث تكون فيها الفوارق العرقية هي العامل الأساسي والهام. والهدف من الحرب هو هزم الجماعة العرقية الأخرى أو طردها من جزء أو من جميع الأراضي التي تعيش فيها. هذه الحالة تعكس لنا قضية الصيرب والمسلمين البوسنيين، ومن جهة أخرى الكروات والصيرب.

من أجل البقاء

العنف هنا يبرز كجزء من محاولة الحكومة الوطنية أو جماعة عرقية تشكل الأغلبية لاستيعاب بالقوة جماعة عرقية تكون الأقلية أو طردها أو نقلها إلى جهة أخرى أو إلحاق الضرر بها، مثل الأتراك والألمان من الأصل الجرماني بألمانيا، والغجر برومانيا، والمسلمين الشيعة بالعراق، والأقباط بمصر والنيباليين "ببوطان"، والمسلمين "بميانمار" و"الفيتناميين" بكامبوديا، والهنود الحمر بالبرازيل.

لماذا تتصارع المجموعة العرقية ؟ لا يوجد اليوم جواب مقنع وشاف عن هذا السؤال، ونظرا لوجود عدة أنواع من الصراعات العرقية، وتعدد حالات النزاعات العرقية، فإن هذه المسألة تتطلب إعطاء عدة أجوبة على المدى الطويل مرتبطة فيما بينها.

عندما نحاول تفسير أسباب النزاع العرقي بصفة عامة وكذلك النزاعات التي لها خصوصيات، فإننا نحتاج إلى أخذ في اعتبارنا الطبيعة الأساسية وقوة الروابط العرقية، والعوامل الظرفية التي يمكن أن يتولد عنها التضامن أو المنافسة العرقية، وكذلك الأسباب الراهنة التي صاغتها تلك الجماعات. وبالنسبة للمظاهر الإثنولوجية، يذكرنا الخبير في الشؤون السياسية "دونالد هورويتز" بأن التضامن العرقي له قوة عظيمة، ومخترقة، وعاطفة قوية. بالإضافة إلى أن هناك بعض الباحثين لهم طرح بيولوجي، يشيرون إلى وجود دوافع قوية من التضامن أو المنافسة العرقية التي لها جذور في التطور البيولوجي البشري، ولذلك لا يجب علينا أن نستغرب من الصراع التي تخوضه جماعة عرقية من أجل السيطرة على جماعة عرقية أخرى ولحماية مصالحها الخاصة.

وهناك خط فكري آخر، يقول بأنه في العقود الأخيرة ظهرت في بلدان كثيرة جماعات عرقية وأخرى برزت من جديد كجماعات لها مصالح، توحد أعضاءها قصد الحصول على النفوذ السياسي والاقتصادي.

في المدة الأخيرة، ظهرت مجموعة من العوامل الظرفية التي أثارت الانتباه إلى وجود أسباب متعددة وراء النزاع العرقي، من ضمنها نهاية الدولة المركزية في الدول الشيوعية سابقا، ونهاية عهد الاستعمار ونهاية أنظمة شبيهة بالنظام الاستعماري في افريقيا وأسيا، وظاهرة المطالبة بالديمقراطية، وعدم المساواة الاقتصادية بين الجماعات العرقية، داخل البلد الواحد.

هناك عدد كبير من الخبراء الذين يعتقدون حاليا أن أغلبية النزاعات العرقية يتعذر إيجاد حلول لها، وأنه يجب على المجموعة الدولية والحكومات الوطنية في هذه الدول أن تستثمر مواردها وأن تراقب وتضبط هذه النزاعات بدل الإجهاد في البحث عن الحلول. والتجربة الحديثة أبانت عن أن هذه النصيحة صائبة، وإن كانت المجهودات لحل النزاعات العرقية تفضي إلى اتفاقيات، غالبا ما تكون شكلية، والتي نادرا ما يتولد عنها سلام ووفاق دائمان. مثل النزاعات العرقية بقبرص، وإيرلندا الشمالية، والبوسنة، وسيريلانكا وشمال غرب الهند، بعد حلها عن طريق الاتفاقيات انفجرت من جديد واستمرت. وأغلبية النزاعات العرقية تنتهي فقط بسحق وإخضاع أو طرد جماعة عرقية لأخرى، ومن البديهي أن هذا الحل لا يرضي الخاسر الذي يكون مستعدا للدخول من جديد في النزاع حين تسمح الفرص والظروف بذلك في المستقبل، وهو ما يمكن أن يحدث بعد عدة عقود. إن النزاعات العرقية يستعصي حلها لعدة أسباب، علينا أن نتذكر فكرة "دونالد هورويتز" : "التضامن العرقي له قوة عظيمة، ومخترقة، وعاطفة قوية".

ثانيا، إن المصالح التي توجد وراء النزاع العرقي هي بالنسبة للمتصارعين، أو حسب اعتقادهم ذات أهمية قصوى : البقاء على قيد الحياة والحفاظ على وجود الجماعة العرقية، والسيطرة وإخضاع جماعة عرقية لجماعة أخرى. هذه هي القضايا التي يتولد عنها التضامن العرقي القوي الذي وصفه "هوروتيز"، ومن أجل هذه القضية يكون أفراد الجماعة العرقية على استعداد للموت أو القتل من أجل قضيتهم.

ثالثا، إن الصراعات العرقية ليست نزاعات بسيطة من أجل أهداف واضحة وظاهرة، بل ينتج عنها كذلك كراهية للأجانب وشعور بالإثنومركزية، ورموز تتجلى في ردود الفعل مثل البحث عن كبش الفداء، ونماذج تنزع إلى جعل هذه النزاعات مستعصية على الحل بطريقة عقلانية.

رابعا، إن التجربة الدولية لم تطرح حتى الآن إلا بدائل قليلة لحل النزاعات العرقية في البلدان وفي الجهات المتعددة العرقيات والأجناس. وربما أن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي له رأي يقول بأن البلد الذي تزداد قوته هو ذلك يستوعب وتندمج فيه جميع العناصر العرقية وتكون مجموعة وطنية واحدة، وإن كان الهدف لم يتحقق بعد. وهناك بلدان أخرى اختارت النموذج التعددي الذي تتقاسم فيه السلطة جميع المجموعات العرقية فيما بينها، ولكن من بين هذه الدول نجد "كندا" التي تعاني من حركة انفصالية "فرنسية – كندية"، و"سويسرا" حيث توجد حركة "جورا" التي تطالب بالحكم الذاتي. وإن كانت "بلجيكا" و"موريس" متحررة من النزاعات العنيفة، فإن هذه البلدان إلى جانب "سويسرا" تعتبر حالات فريدة لا تمثل نموذجا بالنسبة لأغلبية البلدان الأخرى.

خامسا، إن الحقوق والنزاعات العرقية ليست معترف بها قانونيا، وليست هناك قانون ينظمها على المستوى الدولي، ويتم التعامل معها إلى حد ما كقضايا داخلية على الدولة المعنية أن تحلها. وما يؤسف له هو أنه في غالب الأحيان نجد الدولة المعنية تتدخل مباشرة في هذه الصراعات أو ترى من مصلحتها أن تهزم هذه الجماعة وتنتصر على الأخرى. ولذلك تكون الدولة دائما وباستمرار مهتمة ومعنية كطرف إلى جانب هذه الجماعة وضد الجماعة الأخرى، وتكون عاجزة عن البحث عن الحلول لوضع حد للنزاع العرقي وإرضاء جميع الأطراف.

بما أن النزاع العرقي يعتبر مسألة داخلية، فإن هيئة الأمم المتحدة والتحالف المتعدد الجنسيات، يقتصر تدخلهم ومشاركتهم على بعث وفود السلام لحصر النزاع في حدوده، ويقومون بدور ضعيف في البحث عن الحلول على المدى البعيد. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن المنظمات والجمعيات غير الحكومية حيث يكون نشاطها الرئيسي تقديم الإسعاف للاجئين والفارين من أراضيهم، بتوقير لهم المأوى والمواد الغذائية ومعالجة الضحايا.

هل يمكن تحديد نقط ساخنة في المستقبل؟. إن الحاضر هو أصدق منبئ للمستقبل، ولذلك، علينا أن نفترض أن النزاعات العرقية العنيفة ستستمر بإصرار وستمتد إلى جماعات عرقية أخرى في الجمهوريات المستقلة حاليا عن الاتحاد السوفياتي سابقا، وفي جنوب أسيا، وفي البلدان الإفريقية السائرة في طريق النمو وفي أوربا.

في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، من المحتمل أن يأخذ النزاع أشكالا أخرى. ستستمر المواجهة بين الأقليات العرقية والجماعات التي تشكل الأغلبية مثل الابجاسيين والجيورجيين، وستكون المواجهات بين الجماعات القومية ضد الروس المقيمين في هذه القوميات منذ القرن 18، الذين يحتلون مواقع سياسية واقتصادية حساسة منذ الفترة السوفياتية. ومن المفترض أن تجد نفسها هذه الأقليات الروسية مجبرة على التخلي عن السلطة والاندماج، والبعض الآخر سيكون عليهم العودة إلى روسيا.

أما جنوب أسيا فهو يشهد بدوره اضطرابات عرقية هامة، ومن ضمنها التاميل والسينغال في سيريلانكا، والاساميسيين و"البوذ" في الشمال الغربي من الهند، و"الشاكما" وجماعات أخرى من قبائل بنغلاديش، والسيخ في الهند والباكستان والكاشمير في منطقة كاشيمير المتنازع عنها، والمسلمين والهندوس في الهند، والبيرمانيين وأقليات عرقية أخرى مثل "كارين" و"المون" في "مييانمار". ونظرا للتغيير الاجتماعي الاقتصادي الذي يعرفه جنوب أسيا، وخليط الجماعات العرقية، واحتراف الطوائف السلالية وتعدد الديانات واللغات، كل هذا سيؤدي إلى تصعيد النزاعات للوصول إلى السلطة، والانفراد بالفرص الاقتصادية. وفي 40 دولة إفريقية توجد أكثر من 700 جماعة عرقية، ساكنة إسلامية ومسيحية هائلة في الغرب الإفريقي، وجماعات متعادية ومتنافسة على السلطة السياسية، علينا أن نفترض أن هذه النزعة ستستمر في القارة الإفريقية، وإن كانت هذه النزاعات ليس لها أصول عرقية.

وفي أوربا من المحتمل أن تستمر والنزاعات العرقية العنيفة (الأقلية اللغوية والقومية) بين الدولة والأقليات العرقية، لإصرارها على الكفاح لأجل تحقيق الحكم الذاتي السياسي أو الاستقلال التام. بالإضافة إلى استمرار العنف الذي تغذيه النزعات العنصرية ضد المهاجرين غير الأوروبيين.

وأخيرا، من الممكن أن يستمر العدوان الدائم الذي يعاني منه الهنود الحمر بأمريكا، في الأمازون ومناطق أخرى من طرف أولائك الذين يبحثون عن استغلال الخشب، والمعادن وموارد طبيعية أخرى.

عن : David Levinson

Jefe Enciclopedia de Culturas