lunes, 25 de febrero de 2008

سلام عليك.. ومن بك.. و اليك// ع. اللطيف شهبون


عبد اللطيف شهبون


أخي... عزيزي و رفيقي الحاج محمد العربي الخنوس:
سلام عليك.. و من بك.. و إليك
..

أناديك بما خاطبتني ذات مناسبة و أنت تهدي إلى رسمك.. داعيا لي بدوام الصداقة و الصحة و الحياة...
بعد عودتي من القاهرة فجر يوم الثلاثاء 23 أكتوبر الجاري- و أنا لم أنزل بعد من سلم الطائرة – فتحت علبة هاتفي فتلقيت سيلا من رسائل الأحزان.., أولها بصوت صديقنا مزوار الإدريسي:
< السي عبد اللطيف: اتصلت بك لأخبرك أن الحاج العربي الخنوس رحمه الله..>
و ثانيتها من أخينا إدريس الجبروني.. و ثالثتها.. و رابعتها من كل الأصفياء الذين يدركون كم أنت عزيز على قلبي الواهن.. و أي مكانة تحتلها فيه أسرتك الكريمة..
ضاقت علي فضاءات مطار محمد الخامس بما رحبت أيها العزيز, و لما لم أجد من ذخيرتي سوى ضعفي.. أودعت عيني طوفان هذا البلاء.. و رميت نفسي في سجن بحجم فقدك.
أي عزيز:

في يوم الأربعاء 17 أكتوبر الجاري أعدت المهاتفة إليك حتى أطمئن على صحتك.. قلت لي إن التحليلات أبانت عن ارتفاع مستوى الكولسترول و السكري..و أردفت, في القاهرة يمكنك أن تبحث لي عن دواء مناسب ..بقدمين مجتهدين أيها العزيز مشطت حي <كاردن سيتي> و انتهى بي المسير إلى عمارة أوزيريس حيث توجد صيدلية الدكتورة نهال الحكيم.. اقتنيت لك كل علب <أوميكا 3> ذي التركيب المحتوي على زيوت سمكية ونبت القمح.. أملا في إخراجك – بحول الله – من علتك الطارئة.. لكنك فاجأتني – قبل أن يرتد إلى طرفي – بإمعانك في رحيلك الفاجع.. و استقرارك في عين الأفلاك...
فاجأتني أيها العزيز و تركتني أشرب و حدتي, و أذوب في صمتي, و أغرق في مدينة عرض كنت جوهرها النفيس لي و لكل أصفيائك..
فاجأتنا و تركت أهلك و ذويك و خلان وفائك يقيمون عليك مناحات..
يا صاحب القلب المنير البصير: كم أنرت من عتمات و عمى...
كم.احب القلب الرقيق: كم كاشفتك بأخطائي التي غيرت مجرى حياتي فأشفقت و تألمت.. كم .. وكم.. وكم..
أي عزيز: كيف لي شق بحران فقدك يالمنذور للوفاء و الصفاء و النقاء و المحبة. و يالمتربع على عرش النبل.. المجبول على الجمع.
سلام عليك يوم ولدت و يوم تموت و يوم تبعث حيا.
سلام عليك أيها الغالي.