viernes, 7 de mayo de 2010

كيف يقرأنا الأسبان..أدبا و كتابة و لغة...الأدب المغربي بالإسبانية


الجمعة 23 يناير2009 العدد9080



كيف يقرأنا الأسبان..



أدبا و كتابة و لغة



فكر و إبداع



الجمعة 23 /01/ 2009




ملحق فكر و إبداع



الأدب المغربي بالإسبانية




يطرح هذا الملف مجموعة من الملاحظات التي ربما كانت محط خلاف بين المهتمين و الدارسين الأسبان والاستسبانيين المغاربة، لذلك نفتح المجال هنا واسعا لكل ذي رأي مكمل أو مخالف أو معارض... ونعتقد أن أهمية هذا الملف الذي أعده كل من الأستاذين الفاضلين محمد القاضي و عمر بوحاشي يأتي من أنه يميط اللثام لأول مرة في ما نعتقد،عن إشكالات ثقافية ظلت مطمورة بين ضفتي مضيق جبل طارق، لم ينظر إليها بما يجب لها من جرأة ومسؤولية علمية ونزاهة فكرية.. لهذا فإننا نعتز كثيرا بهذه المقاربة العلمية الأكاديمية، التي تعتبر واحدة من المقدمات اللازمة كي يسلس التواصل و التكامل بيننا و بين جيراننا الأسبان،الدين لنا معهم مشترك تاريخي هائل، فيه مد و جزر،أغنانا معا و منحنا خصوصيات تاريخية وحضارية لا تتوفر إطلاقا بذات الوضوح و التميز لأي من حضارات و تجارب مجتمعات البحر المتوسط .





الملف من إعداد محمد القاضي و عمر بوحاشي



الأدب المغربي بالإسبانية



تأملات عامة



بقلم/ إدريس الجبر وني


ترجمه عن الاسبانية



/ الأستاذ عمر بوحا شي




1 – الأدب المغربي بالإسبانية؟ هل يوجد أدب إسباني بالعربية أو بالفرنسية؟ وهل يوجد أدب إنجليزي بالإيطالية أو بالصينية؟ ابة عن هذه الأسئلة ستكون ملونة بصبغات عديدة،والنقاش حولها يمكن أن يمتد إلى ما لا نهاية. وانطلاقا من هنا يمكن الدخول في جدال لا ينتهي حول ماذا نعني بالأدب المغربي بالإسبانية أو على العكس هل هو أدب إسباني مختص بوصف التقاليد في أقصى الحدود ؟


2 – إن المشكل الجوهري لهذا الأدب كما هو بالنسبة للذين يكتبون بالفرنسية كان وما زال يكمن في العثور على هويته الثقافية،لأن هذا الأدب حين يعبر ويتملك كلاما ومضمونا بلغة ليست لغة هؤلاء الكتاب،إنما يعكس أزمة هوية،إنه معار داخل سياق سياسي وتاريخي عبر التقاء ثقافتين مختلفتين إنها علاقة جدّ معقدة ومحتدمة تلك التي تعيشها هذه التجربة التي تنزع نحو خلق أدب مغربي بالإسبانية.


3 –بهذه الإشارات أريد أن أذكر بشيء رغم بداهته لا يعدم أهمية، وهو أن الأدب المغربي يكتب بالعربية وبالعربية فقط بعض الكتاب المغاربيين الذين كتبوا بالفرنسية يكتبون اليوم بلغتهم القومية لأنّ هذا الأدب مشتق من العلاقة التي تقدم مظاهر أخرى يتجلى تأثيرها في الأدب .


4 – هذا الأدب يحفز على المحاكاة الخسيسة لكل ما تقدمه" الموضة" في الدول المتقدمة،إضافة إلى طرح ما هو خاص بالواقع المحلي ملمحا إلى إقليمية، وإن كانت تبدو ظاهريا تأكيدا للهوية الوطنية، إلا أنها يمكن أن تكون في الواقع طريقة غير متوقعة لتقديم طابع غريب للوعي الأوربي الذي يرغب في ذلك كتسلية، وهكذا تعود التبعية في صيغة حادة داخل الاستقلالية، من المنظور الحالي يبدو أن هذا الميل ناتج عن الوضعية الزائفة للأوج الذي اكتسبته اللغة الإسبانية في المغرب في السنوات الأخيرة.


5 – إن المحاكاة الخسيسة للأساليب، والمواضيع، والتصرفات، والاستعمالات الأدبية في أخشن مظهرها، تبدو وكأنها تقدم لقارئ أوربي أو متظاهر بمظهر الأوربي الواقع السياحي الذي يفضل أن يراه في المغرب.ودون وعي فإنّ أصالة هؤلاء الكتاب تتعرض لخطر التحوّل إلى تصريح إيديولوجي للاستعمار الثقافي نفسه، الناتج عن التبعية.


6 – لا يوجد أدب مغربي بالإسبانية، كل ما هناك،نصوص مكتوبة بالإسبانية من طرف مغاربة، وهذا إضافة إلى أنه يجب أن يفرح الناطقين بالإسبانية،يمكن أن يعني إمكانيات جديدة للإسبانية.


7 – في بلدنا هناك شرط سابق، وهو العدد الذي يمكن افتراضا أن يشكله القارئون للأعمال المكتوبة بالإسبانية من طرف مغاربة يتكلمون لغة مختلفة عن التي يكتب بها هؤلاء الكتاب،وحيث يطرح المشكل الخطير للغة التي يجب أن يتجلى فيها الإبداع الأدبي.


إن إمكانيات الكاتب المغربي بالإسبانية ضئيلة جدا،بل تكاد تكون منعدمة، ومع ذلك يمكننا أن نتصور أيضا أن الكاتب المغربي محكوم عليه أن يكون منتجا لأقليات.


8 – هذا الأدب هو نتاج اللقاء الثقافي الإسباني- المغربي.إن استعمال الإسبانية في التعبير الأدبي يؤدي إلى طرح مشكل استقلالية هذا الأدب، إلى أي حد يمكن عدم اعتبار هذا مجرد امتدادات للأدب الإسباني؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار الأدب المغربي بالإسبانية موجودا ككل مستقل؟ مثل حالة أمريكا اللاتينية.


9 – يبرز الشك أولا لأن هذا الأدب يعبر بلغة تعرّف بوصفها إسبانية، وهذا المصطلح ألبس مدلولا تاريخيا- سياسيا لا شك فيه. لكن العرف وهو عنصر مهم للتعريف هو ما يفتقده هذا الأدب. لذلك يبدو أجنبيا كاقتباس في الواقع. إن نظام اللغة حين تتصل بعالم محدد تتلون وفق تكيفات العالم الذي تعبر عنه،وكما يؤكد اللسانيون فضلا على أنه مثبت أن اللغة عالم يحكم كلّ خطاب بنظامه وقاعدته،لكن في لغة معارة إننا واعون بأن الكلمات لا نملكها بداخلنا،بل هي خارجة عنا،ليس لها جذور.